[التضعيف]
  إن الدبا فوق المتون دبا ... وهبت الريح بمور هبا
  تترك ما أبقى الدبا سبسبّا ... كأنه السيل إذا اسلحبا
  أو الحريق وافق القصبّا ... والتبن والحلفاء فالتهبّا
  أو غير ألف، كقوله:
  ................ ... ببازل وجناء أو عيهلَ(١)
  (شاذ ضرورة)؛ لأن حق التضعيف ألا يكون إلا في الحرف الموقوف عليه. ووجهه مع كونه شاذاً ضرورة على ما قال النحاة: أن الشاعر أجرى الوصل مجرى الوقف، يعنون أن حرف الإطلاق هو الموقوف عليه؛ إذ لا يؤتى به إلا للوقف عليه؛ فإذا كان هو الموقوف عليه لم يكن ما قبله موقوفاً عليه، بل في درج الكلام، فيكون التضعيف في درج الكلام، وهذا إجراء للوصل مجرى الوقف. فعلى هذا حرف الإطلاق سابق على التضعيف.
  وأما نجم الأئمة فقال: إنهم جوزوا في الشعر تحريك المضعف، يعني أنه ضعف أولاً للوقف، ثم أتي بحرف الإطلاق فحركوا له المضعف؛ لأن الشعر موضع الترنم والغناء وترجيع(٢) الصوت، ولا سيما في أواخر الأبيات،
= تمت ... والجدب - بفتح الجيم وسكون الدال ـ: نقيض الخصب، وإنما حرك الدال لالتقاء الساكنين حين شدد الباء، وإنما حركها بالفتح لأنه أقرب الحركات إليه. وقوله: «أخصبا» قال السخاوي: يروى بفتح الهمزة وكسرها، فالفتح على أنه من أخصب يخصب إخصاباً، وشدد الباء، ومن رواه بالكسر كان مثل: احمرّ إلا أنه قطع همزة الوصل، انتهى. وكل منهما ضرورة إلا أن تشديد الباء أخف من قطع همزة الوصل. وقوله: إن الدبا: يروى بكسر همزة إن وبفتحها، والدبا - بفتح الدال ـ: الجراد قبل أن يطير. والمتون: جمع متن: وهو المكان الذي فيه صلابة وارتفاع، ودب: تحرك، وألفه للإطلاق، وقوله: بمور: الباء متعلقة بهبت، والمور - بضم الميم - الغبار. تمت.
(١) البيت لمنظور بن مرثد الأسدي. والبازل: الداخل في السنة التاسعة من الإبل ذكراً كان أم أنثى. والوجناء: الناقة الشديدة. والعيهل: الناقة الطويلة. والاستشهاد به على تضعيف الحرف الأخير مع وجود حرف الإطلاق بعده وهو غير ألف. تمت.
(٢) ترجيع الصوت: ترديده في الحلق كقراءة أصحاب الألحان. تمت. مختار