المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[ذو الزيادة]

صفحة 268 - الجزء 1

[ذو الزيادة]

  ولما فرغ من المقصور والممدود شرع في ذي الزيادة فقال: (ذو الزيادة، حروفها) عشرة يجمعها قولك: (اليوم تنساه، أو سألتمونيها) قيل: سأل تلميذ شيخَه عن حروف الزيادة فقال: سألتمونيها، فظن أنه لم يجبه إحالة على ما أجابهم به قبل هذا، فقال: ما سألناك إلا هذه النوبة، فقال الشيخ: اليوم تنساه، فقال: والله لا أنساه، فقال: قد أجبتك يا أحمق، مرتين. أو (السمان هويت) قيل: إن المبرد سأل المازني عنها فقال:

  هويت السِّمَان فَتَيَّمْنَنِي ... وما كنت قدماً هويت السمانا

  فقال: أنا أسألك عن حروف الزيادة وأنت تنشدني الشعر، فقال: قد أجبتك مرتين.

  وقد جمع ابن خروف منها نيفاً على عشرين تركيباً محكياً وغير محكي، قال: وأحسنها لفظاً ومعنى قوله:

  سألت الحروفَ الزائدات عن اسمها ... فقالت ولم تبخل: أمانٌ وتسهيل

  ولما لم يكن معنى كونها حروف زيادة أنها لا تكون إلا زائدة - إذ ما منها حرف إلا ويكون أصلاً في كثير من المواضع - فَسَّر المراد بقوله: (أي: التي لا تكون الزيادة) على حروف الكلمة الأصلية إذا كانت تلك الزيادة (لغير الإلحاق)؛ إذ لو كانت للإلحاق فقد تكون منها كجدول، وقد تكون من غيرها: كقردد. (و) لغير (التضعيف) أي: التكرير مع الإدغام؛ إذ لو كانت للتكرير⁣(⁣١) فقد تكون منها كسلّم، ومن غيرها كقطَّع، (إلا منها) أي: من هذه الحروف. ولو أريد بالتضعيف مطلق⁣(⁣٢) التكرير لكان قوله: «لغير الإلحاق» موهماً أنه يكون الإلحاق بغير التضعيف من غير هذه الحروف،


(١) أي: مع الإدغام. تمت.

(٢) أي: بدون قيد مع الإدغام. تمت.