المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[كيف يوزن ما زاد من الأصول على ثلاثة]

صفحة 28 - الجزء 1

  (حِلْتِيْت) - وهو: صمغ الأُنْجُذَان⁣(⁣١)، وتاؤه الثانية مزيدة؛ لما سيجيء من أن التكرار في الرباعي والخماسي إذا لم يفصل بين المتماثلين⁣(⁣٢) حرف أصلي لا يكون⁣(⁣٣) إلا زائداً، وهنا لم تفصل إلا الياء، ويحكم بزيادتها وزيادة الواو والألف مع ثلاثة أصول في مثله⁣(⁣٤) كما سيأتي إن شاء الله تعالى - (فِعليلاً) بالحمل على ما هو الظاهر من قصد التكرير، فيكون ملحقاً ببِرطِيْل⁣(⁣٥)، (لا فِعليتاً) بالحمل على عدم قصد التكرير؛ لعدم الثَبَت على ذلك، وإن كان فعْلِيْتٌ موجوداً كعفريت⁣(⁣٦). (وسُحْنُون) وهو⁣(⁣٧) اسم رجل (وعُثْنُون) وهو رأس اللحية، عطف على حلتيت، أي: وكان سحنون وعثنون، ونونهما الثانية زائدة؛ لما ذكرنا في حلتيت (فعلولاً) بالحمل على ما هو الظاهر من قصد التكرير، فيكون ملحقاً بعُصفور، (لا فُعلوناً) بالحمل على عدم قصد التكرير (لذلك) أي: لوجوب الحمل على الظاهر من قصد التكرير عند عدم الدليل على عدم قصده؛ إذ لم يقم عليه فيهما دليل، (ولعدمه) أي: ولأن لنا دليلاً على قصد التكرير فيهما،


(١) الأُنْجُذان - بضم الجيم -: نبات يقاوم السموم، جيد لوجع المفاصل، جاذب مدر مُحْدر للطمث. تمت. قاموس.

(٢) مثل: سلسبيل.

(٣) أي: التكرير. تمت.

(٤) إنما قال: «في مثله» لأن الواو والياء لا يزادان أولاً نحو: ورنتل ويستعور، فهما أصلان فيهما. تمت. منه. وأما الألف فلا يمكن وقوعها أولاً لسكونها. تمت. ورنتل: وهو الشر كما يأتي، واليستعور: هو الباطل. تمت.

(٥) وهو الرشوة ومثل برطيل حجر طويل. تمت.

(٦) لأن الحمل على الظاهر أولى.

(٧) لكن صرح نجم الأئمة أنه لا مانع أن يقال إنه فعليت أيضاً، إذ قد يجوز في بعض الكلمات أن تحمل الزيادة على التكرير وأن لا تحمل عليه إذا كان الحرف من حروف «اليوم تنساه»، وذلك كما في حلتيت يحتمل أن يكون اللام مكررة كما في شمليل، فيكون وزنه فعليلاً، فيكون ملحقاً ببرطيل، وأن يكون لم يقصد فيه تكرير اللام وإن اتفق ذلك، بل كان القصد إلى زيادة الياء والتاء كما في عفريت، فيكون فعليتاً؛ انتهى وقد ذكره الشارح في آخر التنبيه قريباً. تمت.

(*) وفي شرح الشافية سحنون - بالضم - أول الريح والمطر، وبالفتح اسم رجل. تمت.