المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[زيادة اللام]

صفحة 306 - الجزء 1

  استفعل، فحذفت التاء لما يجيء في باب الإدغام⁣(⁣١)، فبقي اسطاع - بالكسر - ففتحت الهمزة، وقطعت، (فمضارعه) عنده (يَسطيع بالفتح)؛ لكونه زائداً على الأربعة. واللغةُ المشهورةُ إذا حذفت التاء من استطاع - بقاءُ الهمزة مكسورة موصولة كما كانت، قال تعالى: {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ}⁣[الكهف: ٩٧].

  (وعد سين الكسكسة) في الحروف الزائدة كما عده جار الله العلامة (غلط؛ لاستلزامه) أي: استلزام عده منها عد (شين الكشكشة)؛ إذ لا فرق بينهما، مع أن الشين ليست من حروف الزيادة اتفاقاً، وهذا الجواب إلزامي. والتحقيق أنها لم تعد لكونها حرف معنى لا حرف مبنى.

  وسين الكسكسة لغة بعض العرب، يلحقون السين غير المعجمة بكاف الخطاب للمؤنث، فيقولون: أكرمتكس، وبعضهم يلحق الشين المعجمة، وكلاهما في حال الوقف؛ لإبقاء الكسرة؛ إذ لو سكنوا الكاف ذهب الفرق بين المذكر والمؤنث، وخصوا الشين والسين لخفائهما لما فيهما من الهمس، فعُلم أن كلاً منهما حرف جيء به لمعنى⁣(⁣٢).

[زيادة اللام]

  (وأما اللام فقليل) زيادتها (كزيدلٍ) في زيد، (وعبدلٍ) في عبد، (حتى) إنه أُنكر زيادتها و (قال بعضهم) وهو الجرمي (في فيشلة:) وهي رأس الذكر، وزنها: (فيْعَلة،) فحكم بأصالة اللام وزيادة الياء (مع) قولهم: (فيشة) بمعناه، والياء فيه أصلية قطعاً، ولا لام فيه.

  (و) قال (في هيقل) أيضاً: إنه فيعل (مع) وجود (هيق) بمعناه، وهو ذكر النعام.

  (و) قال (في طيسل:) إنه فيعل (مع) وجود (طيس) بمعناه، وهما (للكثير) من كل شيء.


(١) لتعذر الإدغام؛ لأنه يقتضي تحريك السين التي لا تتحرك ولا حظ لها في الحركة. تمت.

(٢) وهو الفرق المذكور. تمت.