[زيادة اللام]
  كانت بدلاً من الهمزة لأنها لما تغيرت صورة(١) الهمزة - وهذه(٢) اللفظة من باب أفعل، وهذا الباب يلزم أوله الهمزة - استنكروا(٣) خلو أوله من الهمزة ذهولاً عن(٤) كون الهاء بدلاً عن الهمزة، ثم لما تقرر عندهم أن ما بعد همزة الإفعال لا يكون إلا ساكناً سكنوا الهاء فصار(٥) أهراق.
  وتوهمات العرب غير عزيزة، كما قالوا في مصيبة: مصائب(٦) بالهمز، وفي مسيل مسلان(٧).
  وقوله: «نحو: أهراق» كأنه أراد به ما تصرف منه وإلا فليس هنا شيء آخر غيره(٨)، وكذا قوله فيما تقدم: «نحو: أمهات وأمهتي» لعله يريد به ما لم يكن على خصوصية اللفظين كأمهاتك، وأمهاته، وأمهتك، وأمهته، وإلا فلا وجه لذكر «نحو» أيضاً.
  قال (أبو الحسن) الأخفش: (هِجْرَع(٩) للطويل) بزيادة الهاء؛ بشهادة الاشتقاق، لأنه (من الجَرَع) - بفتح الراء - (للمكان السهل) المنقاد، وهو يناسب معنى الطول، وهو اشتقاق خفي(١٠)، (و) قال (هِبْلَع للأكول)
(١) بإبدالها هاء. تمت.
(٢) هذه مبتدأ، وقوله: «من باب» خبر. تمت.
(٣) جواب لما. تمت.
(٤) فأتوا بهمزة ثانية في صورة أفعل. تمت.
(٥) فتكون الهاء بدلاً من الهمزة فلا يلزمه القول بزيادتها على ذلك الفرض. تمت.
(٦) أي: توهم أن ياء مصيبة زائدة كياء قبيلة فهمزت في الجمع فقيل: مصائب، والقياس مصاوب. تمت. رضي
(٧) توهم في ميم مسيل أنها أصلية فجمع على مسلان كما جمع قفيز على قفزان، والصواب أنها زائدة، وحقه مسايل. تمت.
(٨) الاعتراض هنا على قول ابن الحاجب: نحو. تمت.
(٩) وهذا من تمام الاستدلال على المبرد بزيادة الهاء كما ذكره الجاربردي. تمت.
(١٠) لعدم المناسبة الواضحة بين الطول والمكان السهل. تمت. وهبلع من البلع أظهر اشتقاقاً؛ لأن الأكل والبلع قريبان من حيث المعنى. تمت. وهبلع مثال درهم الطويل، وهجرع مثال درهم الأكول. تمت. صحاح