المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[زيادة اللام]

صفحة 15 - الجزء 2

  حتى تؤثر مع البعد أو تقاومه، وأما تأثيرها في نحو: «طارد» فلقربها من الألف، مع سهولة الانحدار بعد الصعود بالنسبة إلى عكسه كما عرفت.

  (وبعضهم يعكس) فلا يميل في: هذا كافر، ويميل في: مررت بقادر؛ اعتداداً بها مع بعدها.

  (وقيل: هو) أي: العكس للاعتداد بها مع البعد (الأكثر).

  (وقد يمال(⁣١) ما قبل هاء التأنيث في الوقف) قيَّد به - وإن كانت لا تجيء إلا في الوقف - لئلا يتوهم أن المراد بها تاء التأنيث⁣(⁣٢)، وتسميتها هاء التأنيث باعتبار حالة الوقف، كما قال المصنف في غير المنصرف: شرطه صيغة منتهى الجموع بغير هاء⁣(⁣٣).

  والظاهر أن ما قبل الهاء أعم من أن يكون فتحة أو ألفاً نحو: سعلاة⁣(⁣٤)، وإن لم يميلوا إلا الأول⁣(⁣٥). وإنما أميل ما قبلها تشبيهاً لها بألف التأنيث في نحو: حبلى؛ لكونها علامةً للتأنيث مثلها، ومشابهةً لها في المخرج⁣(⁣٦) والخفاء. لكن الألف لا يتفاوت الحال في إمالة ما قبلها بكون ما قبلها مستعلياً⁣(⁣٧) أو راءً أو غيرهما.

  وأما الهاء فتتفاوت إمالة ما قبلها بذلك؛ لأن المشبه دون المشبه به؛ فلذلك قال: و (تحسن) الإمالة (في نحو: رحمة) حيث لم يكن ما قبلها راءً ولا مستعلياً، (وتقبح) الإمالة (في الراء نحو: كُدْرَة) لأن إمالة الفتحة فيها كإمالة الفتحتين


(١) لما فرغ مما فيه بعد الفتحة ألف شرع فيما ليس كذلك. جاربردي.

(٢) وأنها تمال في حال الوصل وليس كذلك.

(٣) أي: بغير تاء التأنيث.

(٤) السعلاة: أخبث الغيلان. مختار

(٥) أي: ما كان فتحة.

(٦) فلا تمال تاء التأنيث في الأفعال؛ لفقدان الشبه اللفظي وهو الخفاء، ولا هاء السكت والضمير؛ لفقدان الشبه الحكمي وهو كونها للتأنيث. جاربردي.

(٧) كحمقى، أو راء كذكرى، أو غيرهما كحبلى.