المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[زيادة اللام]

صفحة 18 - الجزء 2

  أنى ومن أين آبك الطرب؟ ... من حيث لا صبوة ولا أرَبُ⁣(⁣١)

  فلا يمالان إلا في الاستفهام، إذ الجملة إنما تحذف بعدهما فيه، بخلاف ما إذا كانتا للشرط.

  ولما كان «عسى» فعلاً غير متصرف كان مظنة أن يُتوهم أنها لا تمال كما لا تمال الأسماء غير المتمكنة - فدفع الوهم بقوله: (وأميل عسى لمجيء عسيت) يعني أنه وإن كان غير متصرف لكنه أقوى من غير المتمكن؛ إذ تنقلب ألفه ياء عند لحوق الضمير به، وذلك تصرف مَّا تستفيد به قوة.

  (وقد تمال الفتحة مفردة) عن ألف أو هاء أو همزةٍ ممالةٍ فتحتها⁣(⁣٢)، وذلك إذا كانت قبل راءٍ مكسورة، سواء كانت على الراء (نحو: من الضرَر)، أو على حرف الاستعلاء نحو: من المطَر، أو غيرهما (و) ذلك نحو: (من الكبَر، ومن المحاذَر). وإذا أميلت فتحة الذال في المحاذر لم تمل الألف التي قبلها؛ لأن الراء لا قوة لها على إمالة الفتحة التي قبلها وإمالة الألف التي قبل الفتحة، بل لا تقوى إلا على إمالة الفتحة المتصلة بها أو المنفصلة عنها بحرف ساكن كفتحة «عمرو».

  وقد تمال الضمة التي قبل الراء المكسورة متصلة بها نحو: من السَّمُر، ومنفصلة بساكن نحو: من عُمْر.

  وإنما اقتصر⁣(⁣٣) في التعريف على الفتحة لندرة إمالة الضمة.


(١) استشهد به على أن «أنى» فيه للاستفهام بمعنى كيف، والجملة المستفهم عنها محذوفة؛ لدلالة ما بعده عليها، والتقدير: أنى آبك ومن أين آبك؟ وآبك: جاءك وغشيك، وهو فعل ماض من الأوب. والطرب: خفة من فرح أو حزن، والمراد الأول. والصبوة: الصبا والشوق. من حواشي شرح شواهد الشافية. وروى بدل قوله: ولا أرب: ولا ريب، ثم قال: والريب: جمع ريبة، وهي الشبهة. والبيت مطلع قصيدة للكميت بن زيد الأسدي مدح بها رسول الله ÷.

(٢) أي: فتحة الهمزة.

(٣) أي: المصنف في قوله: «الإمالة: أن ينحى بالفتحة نحو الكسرة».