المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[زيادة اللام]

صفحة 17 - الجزء 2

  نحو: غزا ورمى؛ إذ تقول في جواب من قال: أَمَا قام زيد؟: بلى، أي: بلى قام زيد. وكذا «يا» متضمنة معنى الفعل، وهو: دعوت وناديت، وكذا «لا» يحْذَف الشرط بعدها.

  وإنما قال: «في إمَّا لا» لأنها إذا انفردت عن «إما» لم تمل وإن كانت كـ «بلى» في الإغناء عن الجملة؛ لكونها على حرفين. وأما «يا⁣(⁣١)» فإن معها الياء وهو سبب الإمالة.

  وحكى قطرب إمالة «لا» من دون «إما» نحو: لا أفعل؛ لإفادتها⁣(⁣٢) الجملة كـ «بلى».

  (وغير المتمكن) من الأسماء (كالحروف) في عدم التصرف، فلا يمال وإن وجد فيه سبب الإمالة نحو: إذا⁣(⁣٣)، وإن سمي به أميل ما فيه سبب الإمالة كـ «إذا»، دون غيره كـ «متى» شرطاً.

  (و) أميل (ذا(⁣٤)) في الإشارة (وأنى ومتى) في الاستفهام (كبلى) أي: كما أميل «بلى» في الحروف، أما «ذا» فلتصرفها؛ إذ توصف، وتصغر، ويوصف بها، بخلاف «ما» الاستفهامية. والظاهر أن «تا» مثلها⁣(⁣٥).

  وأما «أنى» و «متى» فلإغنائهما عن الجملة؛ لأنك تحذفها معهما إذا قامت عليها قرينة، كما تقول: متى؟ لمن قال: سار القوم، وكقوله:


(١) جواب سؤال مقدر، تقديره: وإذا كانت على حرفين فـ «يا» كذلك، فأجاب بقوله: فإن معها الياء. إلخ.

(٢) عبارة الرضي: لإفادتها معنى الجملة في بعض الأحوال كبلى.

(٣) وألفه منقلبة عن الياء على قول الأخفش، وعن الواو على قول غيره. نجم الدين.

(٤) قال في شرح الهادي: وألفه منقلبة عن ياء، وأصله ذيَّ، فحذفت الياء الثانية تخفيفاً، وقلبت الثانية ألفاً لانفتاح ما قبلها وإن كانت ساكنة طلباً للخفة. جاربردي. وألفها منقلبة عن الياء عيناً على قول الأخفش، أو لاماً على قول غيره.

(٥) أي: مثل ذا.