تخفيف الهمزة
  «النبيء» بالهمزة في جميع القرآن(١)؟ وهو وابن ذكوان يقرآن: «البريئة» بالهمزة؟ فليس بمُلتزَم (ولكنه كثير)، وهذا(٢) الدليل(٣) على القول بتواتر القراءات السبع - كما هو مذهب المصنف - ظاهر.
  قيل: وعلى غيره أيضاً؛ إذ لا أقل من أن تكون كغيرها مما نقله الآحاد، بل ما نقله القراء أولى؛ لأنهم ناقلون عمن ثبتت عصمته من الغلط، وهم أعدل من النحاة، فالمصير إلى قولهم أولى. وهذا مبني على أن «النبيء» من المهموز اللام كما هو مذهب سيبويه.
  قال الرضي: وهو الحق، خلافاً لمن قال: إنه من النباوة، أي: الرفعة؛ وذلك(٤) لأن جمعه «نبئآء» ككرماء، وإنما جمع على أنبئاء - وإن كان أفعلاء جمع فعيل المعتل اللام كصفي وأصفياء، وفعلاء جمع الصحيح اللام ككريم وكرماء - لأنه لما كثر في واحده التخفيف(٥) صار كالمعتل اللام نحو: سخي.
  وعلى(٦) أن البرية - وهي الخلق - مأخوذة من «برأ» بالهمز، أي: خلق، لا من «البرا» وهو التراب وإلا لم يكن من المهموز، قال الفراء(٧): تقول منه: براه الله يبروه برواً، أي: خلقه.
  (وإن) لم يكن الساكن الذي قبلها هو الواو والياء المذكورتين، بل (كان ألفاً)
(١) على رواية ورش، وأما قالون فكذلك إلا في موضعين في سورة الأحزاب: {وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ ٥٠} {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ ٥٣} في حال الوصل، وينظر هل يقف في الموضعين بالهمزة أو بالياء.
(٢) هذا مبتدأ، وقوله: «ظاهر» خبره.
(٣) يعني: قراءة نافع.
(٤) أي: كونه من المهموز اللام.
(٥) فقيل: نبي.
(٦) عطف على قوله: على أن النبيء من المهموز اللام.
(٧) قال الفراء: إن أخذت من البرى - وهو التراب - فأصلها غير الهمزة، تقول منه: براه الله يبروه برواً، أي: خلقه. جاربردي.