المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

تخفيف الهمزة

صفحة 24 - الجزء 2

  كساءل ويشاء (فبين بين المشهور) أي: بينها وبين حرف حركتها وإن كان⁣(⁣١) شبه الساكنين؛ لتعذر غيره، فالحذف إنما يكون بعد نقل حركتها إلى ما قبلها كما تقدم، ونقلها إلى الألف محال.

  وكذا لا يجوز قلبها واواً أو ياء متحركة؛ لاستثقالها بعد الألف الزائدة، ومن ثمة⁣(⁣٢) تقلب همزة في نحو: قائل وبائع، وطُرد الحكم فيها بعد الأصلية، ولا ساكنةً⁣(⁣٣) لذلك، وللساكنين⁣(⁣٤).

  ولا الإدغام؛ لأن الألف لا تدغم⁣(⁣٥) كما يجيء في بابه. ولم يمكن بين بين البعيد⁣(⁣٦)؛ إذ لا حركة لما قبلها.

  (وإن كان) الساكن الذي قبلها حرفاً (صحيحاً) غير نون انفعل كـ «انْأَطَر⁣(⁣٧)»؛ للزومها⁣(⁣٨) السكون⁣(⁣٩)، وكأن المصنف لم يستثنه لقلته (أو معتلاً غير ذلك) أي: غير الألف والواو والياء الجامعتين⁣(⁣١٠) للشروط، بأن تكونا أصليتين، أو زائدتين للإلحاق، أو من غير بنية الكلمة⁣(⁣١١) (نقلت حركتها إليه) لقبوله الحركة


(١) أي: وإن ثبت، فكان تامة، وقيل: على بابها.

(٢) أي: ومن أجل استثقال الواو أو الياء المتحركة بعد الألف الزائدة.

(٣) عطف على متحركة من قوله: «ولا يجوز قلبها واواً أو ياء متحركة» تمت. وقوله: «لذلك» أي: لاستثقالها بعد الألف.

(٤) أي: لأنه يلتقي ساكنان لو قلبت الهمزة واواً أو ياءً ساكنة بعد الألف، والساكنان هما: الألف، والواو أو الياء.

(٥) ولا يدغم فيها. جاربردي.

(٦) أي: بينها وبين حرف حركة ما قبلها.

(٧) أي: اعوجَّ. قاموس.

(٨) أي: نون «انفعل».

(٩) قال ابن جماعة: وسبب ذلك - أي: عدم نقل الحركة إلى نون انفعل - ما يؤدي إليه من الالتباس؛ فإنك إذا نقلت إليها حذفت الهمزة ثم همزة الوصل للاستغناء عنها فتبقى نطر، فتلتبس بالثلاثي المجرد. قال أبو حيان: ومن لم يبال بالعارض أجاز ذلك.

(١٠) أي الواو والياء. وشروطهما عكس هذه الأمور.

(١١) كأن يكونا ضميرين نحو: اتبعوا أمرهم، واتبعي أمرهم؛ إذ الواو والياء كلمتان مستقلتان تحتملان الحركة نحو: اخشون واخشين. رضي بتصرف.