تخفيف الهمزة
  وذلك(١) (للكثرة) أي: لكثرة الاستعمال. وقد جاء إثباتها في الشعر، قال:
  أُرِي عَيْنَيَّ ما لم ترأياه ... كلانا عالم بالترهات(٢)
  (بخلاف ينأى(٣) ، وأنأى، ويُنْئِي) فإنه لم يلتزم فيه هذا التخفيف، بل يجوز [فيه] على الأصل؛ لأنه أقل استعمالاً من يَرى ونحوه.
  (وكثر) هذا التخفيف (في سل) وأصله اسأل، نقلت حركة الهمزة إلى السين وحذفت همزة الوصل.
  قال المصنف: يلزم حذف همزة الوصل وإن كانت حركة السين عارضة؛ لأن مقتضي كثرة التخفيف فيه اجتماع الهمزتين، فكأن الهمزة(٤) باقية لَمَّا بقيت حركتها على السين، فحذفت همزة الوصل وجوباً.
  وإنما كثر فيه بخلاف نحو: مسألة (للهمزتين) فيه(٥)، وهما: همزة الوصل، والهمزة التي هي عين الكلمة.
  (وإذا(٦) وقف على المتطرفة) المتحركة على مذهب أهل التخفيف(٧) -
= وبالفتح: المنظر الحسن. صحاح. أي: فلا تخفف وجوباً، قال ابن جماعة: دون اسم الفاعل واسم المفعول وأفعل التفضيل وفعلي التعجب واسمي المكان والآلة، نحو: أنا راء، وأنت مرئي، وهو أرأى منه، وما أرآه وأرء به، وهذا مرأى، وهذه مرآة.
(١) أي: التزام التخفيف.
(٢) أفرد «عالم» رعاية للفظ كلا؛ فإنه مفرد لفظاً مثنى معنى. والترهات: جمع ترهة، وهي الباطل. والبيت لسراقة البارقي في قصته مع المختار الثقفي. و «أري عيني» بضم الهمزة مضارع من الإراءة، خفف بحذف الهمزة من آخره. و «ما» نكرة بمعنى شيء، مفعول ثان لأري، والأول هو عيني. وكلانا، أي: أنا وأنت. واستشهد به على أنه جاء لضرورة الشعر إثبات الهمزة في ترأياه والقياس: نقل حركتها إلى الراء وحذفها. من شرح شواهد الشافية بتصرف.
(٣) مضارع نأى، أي: بعد.
(٤) الثانية.
(٥) أي: في سل.
(٦) هذا شروع في بيان أن الهمزة المتطرفة التي كانت متحركة في الوصل كيف يوقف عليها، ولم يشر إلى مثل ذلك في الساكنة؛ لأن الهمزة الساكنة في الوصل حكمها في التخفيف حال الوصل كحكمها حال الوقف. جاربردي. وقوله: «حكمها في التخفيف حال الوصل كحكمها حال الوقف» قال ابن جماعة: الأحسن العكس كما لا يخفى، لكنه بدأ بالمعلوم.
(٧) أهل الحجاز.