تخفيف الهمزة
  امّك، وجازروِ ابِلك، وبقاتليُ امِّك، وجازريِ ابِلك، نقلت فيها لقبولها الحركة.
  واغتفر الضم والكسر على الواو والياء هنا لعروضه؛ لأن الواو والياء فيها ليست من بنية الكلمة: أما في ياء الضمير وواوه فلكونهما كلمتين مستقلتين، وأما في ياء الجمع وواوه فلكونهما لمعنى كالتنوين(١).
  (وجاء باب شيء وسوء مدغماً أيضاً) عند بعض، يعني قد تشبه الواو والياء اللتين(٢) حقهما أن يكونا كالصحيح بالواو والياء اللتين(٣) حقهما قلب الهمزة إليهما وإدغامهما فيها، فتقلب الهمزة إلى الواو والياء ويدغمان فيها في نحو: شيٍّ وسوٍّ وأَبُوَّ يُّوب، وذوَّمْرهم ... إلى آخرها؛ لكن ذلك في الهمزة المفتوحة(٤) لخفتها، والتي حركتها إعرابية لعدم ثبوتها كشيٍّ وسوٍّ.
  وأما الهمزة المكسورة والمضمومة لغير الإعراب [فلا يدغم فيها في هذا الباب لثقله](٥) فلا يقال في «أبو أمك» و «أبي أمك»: «أبوُّ مك» و «أبيُّ مّك»، ولا في «سوءوا(٦)» و «سوئي»: سُوُّوا وسُوِّي.
  (والتزم ذلك) التخفيف، أعني حذف الهمزة بعد نقل حركتها (في باب يرى) مضارع رأى، أصله: يَرأَى كيمنع، نقلت حركة الهمزة إلى الراء وحذفت (وأرى يُرِي) زيد عمراً، أصله: أرأىَ يُرإيُ، نقلت حركة الهمزة إلى الراء وحذفت. وأراد بباب يرى وأرى كل ما كان من تركيب رأى - سواء كان من الرؤية أو من الرأي أو من الرؤيا - إذا زدت عليه حرفاً آخر لبناء صيغة وسكن راؤه، فإنه يجب حذف همزته بعد نقل حركتها، إلا «مَرْأى(٧)» و «مِرآة» و «مرئي»،
(١) فجريا مجرى ياء الضمير وواوه، فيتحملان الحركة نحو: مصطفو القوم ومصطفي القوم. نجم.
(٢) ليستا بزائدتين. جاربردي.
(٣) الزائدتين كما في خطيئة ومقروءة. جابردي.
(٤) كأيوب وأمرهم.
(٥) ما بين المعكوفين من شرح الرضي.
(٦) «سوءوا» فعل أمر للجماعة، أي: سوءوا يازيدون الظن بعمرو. و «سوئي» فعل أمر للمؤنث، أي: سوئي يا هند الظن بفلان.
(٧) يقال: هو مني بمرأى، أي: بحيث أراه. والمرآة - بكسر الميم -: التي ينظر فيها الإنسان، =