المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

تخفيف الهمزة

صفحة 43 - الجزء 2

  لكنه خففت الكلمة بالحذف كما خففت في: كُل وخُذْ بالحذف. (وحمل عليه أخواته) من صيغ المخاطب، والغائب، والمتكلم مع غيره، نحو: تُكرِم ويُكرِم ونُكْرِم كما تقدم⁣(⁣١).

  (وقد التزموا قلبها مفردة) أي: في حال انفرادها عن همزة أخرى (ياءً مفتوحة في باب مطايا) يعني به كل جمع أقصى آخره ياء قبلها همزة، مما ليس في مفرده تلك الهمزة، والياء بعد ألف زائدة كما سيأتي إن شاء الله تعالى في الإعلال، وذلك أن «مطية» فعيلة، وقياسها في الجمع الأقصى - كما سيأتي - أن تقلب الياء الزائدة⁣(⁣٢) فيها همزة، والأصل فيه تخفيف الثقيلين وجوباً - أعني الياء المكسور ما قبلها والهمزة - وذلك بقلب الياء ألفاً، والكسرة قبلها فتحة، وتقلب الهمزة⁣(⁣٣) ياء. ومثله: ركية⁣(⁣٤) وركايا، ودرية ودرايا.

  (ومنه) أي: مما وقعت فيه الهمزة قبل ياء في الجمع الأقصى (خطايا) يعني ونحوها من كل جمع أقصى لفعيلة مهموز اللام (على القولين) معاً، يعني قول الخليل وسيبويه لا فرق؛ إذ صار «خطائي» إما بقلب الهمزة الثانية ياء أو بالتقديم والتأخير، فالخليل يقول: إن الهمزة التي صارت ياء لام الكلمة، فوزنه فعالى.

  وسيبويه يقول: هي المنقلبة عن الياء الزائدة، فوزنه عنده فعايل، وقد تقدم ذكر الخلاف بينهما. وكان حق قوله: «وقد التزموا قلبها مفردة ... إلخ» أن يذكر قبل ذكر أحكام الهمزتين⁣(⁣٥).


(١) في بحث المضارع.

(٢) يعني الأولى.

(٣) لوقوعها بين ألفين وهو مستثقل.

(٤) الركية: البئر. وجمعها رَكِيّ وركايا. والدرية: دابة يستتر بها الصائد. صحاح

(٥) ليكون حكم الهمزة الواحدة متصلاً بعضه ببعض.