تنبيه
  (و) أما (الهمزتان في كلمتين) إذا كانت الأولى آخر كلمة فإنه (يجوز تحقيقهما) معاً لعدم لزوم اجتماعهما، وهو مختار قراء الكوفة(١) وابن عامر، وهو ظاهر، (وتخفيفهما) معاً، فتخفيف الأولى بما هو قياسها منفردة من القلب في نحو: لم يقرا أبوك، ولم يقري أبوك، ولم يردو أبوك، والحذف في نحو: خب أبيك، أو التسهيل في نحو: جاء أبوك وقرأ أبوك.
  وأما تخفيف الثانية - ولا تكون إلا متحركة لكونها أول الكلمة - فإن كانت الأولى ساكنة سهلت الثانية بين بين إذا وليت الألف قبلها؛ لامتناع النقل إلى الألف، وحذفت بعد نقل الحركة إلى ما قبلها إذا وليت الواو والياء؛ لإمكان ذلك، فيقال: «إقرا اية» بالألف في الأولى والتسهيل في الثانية، و «اقْرِيَ باك» بالياء المفتوحة بفتحة الهمزة المفتوحة المحذوفة، و «لم يردُوَ بوك» بالواو المفتوحة. وعليه قس نحو: لم تردُوُ مُّك، ولم تردوِ ابلك، ولم يقريُ مَّك، ولم يقريِ براهيم.
  وإن كانت الأولى متحركة خففت الثانية تخفيف المتحركة بعد متحرك، فتجيء الأمثلة التسعة(٢) المذكورة ثمة، فليرجع إلى أحكامها فهي هي بعينها، فيجيء في «قرأ أبوك» بين بين بعد مثله(٣)، وفي نحو: «يقرأ أبوك» بعد بين بين قلبُ الثانية واواً كمؤجَّل، وفي نحو: «بكلأ أحمد» بعد بين بين قلبت الثانية ياء كمية(٤)، وفي نحو: «يشاء إلى» في الثانية بعد بين بين في الأولى بين بين المشهور، والبعيد، وقلبها واواً كما في سئل، وفي نحو: «بنداءِ أُمك» التسهيل المشهور،
(١) حمزة والكسائي وعاصم.
(٢) يعني: فتكون الأولى مضمومة وبعدها ثلاثة أوجه، ومفتوحة وبعدها ثلاثة، ومكسورة وبعدها ثلاثة أوجه.
(٣) يعني: بعد بين بين مثله، وهذا المثال أول التسعة.
(٤) في مائة.