المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

تنبيه

صفحة 45 - الجزء 2

  (و) أما (الهمزتان في كلمتين) إذا كانت الأولى آخر كلمة فإنه (يجوز تحقيقهما) معاً لعدم لزوم اجتماعهما، وهو مختار قراء الكوفة⁣(⁣١) وابن عامر، وهو ظاهر، (وتخفيفهما) معاً، فتخفيف الأولى بما هو قياسها منفردة من القلب في نحو: لم يقرا أبوك، ولم يقري أبوك، ولم يردو أبوك، والحذف في نحو: خب أبيك، أو التسهيل في نحو: جاء أبوك وقرأ أبوك.

  وأما تخفيف الثانية - ولا تكون إلا متحركة لكونها أول الكلمة - فإن كانت الأولى ساكنة سهلت الثانية بين بين إذا وليت الألف قبلها؛ لامتناع النقل إلى الألف، وحذفت بعد نقل الحركة إلى ما قبلها إذا وليت الواو والياء؛ لإمكان ذلك، فيقال: «إقرا اية» بالألف في الأولى والتسهيل في الثانية، و «اقْرِيَ باك» بالياء المفتوحة بفتحة الهمزة المفتوحة المحذوفة، و «لم يردُوَ بوك» بالواو المفتوحة. وعليه قس نحو: لم تردُوُ مُّك، ولم تردوِ ابلك، ولم يقريُ مَّك، ولم يقريِ براهيم.

  وإن كانت الأولى متحركة خففت الثانية تخفيف المتحركة بعد متحرك، فتجيء الأمثلة التسعة⁣(⁣٢) المذكورة ثمة، فليرجع إلى أحكامها فهي هي بعينها، فيجيء في «قرأ أبوك» بين بين بعد مثله⁣(⁣٣)، وفي نحو: «يقرأ أبوك» بعد بين بين قلبُ الثانية واواً كمؤجَّل، وفي نحو: «بكلأ أحمد» بعد بين بين قلبت الثانية ياء كمية⁣(⁣٤)، وفي نحو: «يشاء إلى» في الثانية بعد بين بين في الأولى بين بين المشهور، والبعيد، وقلبها واواً كما في سئل، وفي نحو: «بنداءِ أُمك» التسهيل المشهور،


(١) حمزة والكسائي وعاصم.

(٢) يعني: فتكون الأولى مضمومة وبعدها ثلاثة أوجه، ومفتوحة وبعدها ثلاثة، ومكسورة وبعدها ثلاثة أوجه.

(٣) يعني: بعد بين بين مثله، وهذا المثال أول التسعة.

(٤) في مائة.