المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

تنبيه

صفحة 46 - الجزء 2

  والبعيد، وقلبها ياء.

  (وتخفيف إحداهما على قياسها) لو انفردت، فمنهم من يخفف الأولى لكونها آخر الكلمة، والأواخر محل التغيير، وهذا قول أبي عمرو. ومنهم من يخفف الثانية دون الأولى؛ لأن الاستثقال منها جاء، كما فعلوا في الهمزتين في كلمة، وهو قول الخليل. فمن خفف الأولى وحدها فكيفيته ما مر من الحذف أو القلب أو التسهيل، نحو: هذا خبُ أبيك، ونحو: لم يقرا أبوك، والتسهيل نحو: قرأ أبوك.

  ومن خفف الثانية وحدها فإن كانت الأولى ساكنة نقل حركتها إليها وحذفها نحو: لم يُقْرِأَ باك، وإن كانت متحركة فكالهمزة المتحركة بعد متحرك في كلمة، فتجيء التسعة الأمثلة، وتحقيقها ما مر.

  (وجاء في نحو: «من يشاء إلى» الواو أيضاً في الثانية) يعني إذا كانت الأولى مضمومة والثانية مكسورة فإنه قد جاء فيها أيضاً - يعني كما جاء فيها ما هو قياسها من بين بين المشهور عند الأكثر، أو البعيد عند بعض، كما تقدم - قلبها⁣(⁣١) واواً صريحة؛ لتناسب حركة ما قبلها، كما جاء ذلك في «سئل» عند بعض على ما تقدم.

  وكذا إذا كانت الأولى مكسورة والثانية مضمومة نحو: «بنداء أمك» فإنه يجوز قلب الثانية ياء صريحة كما في «مستهزئون» عند بعض كما تقدم.

  (وجاء في الهمزتين المتفقتين) في الحركة نحو: «هم أولياءُ أُولئك» و «جاءَ أَشراطها»، و «من السماءِ إِن» - وجهان آخران من التخفيف: أحدهما عن أبي عمرو: (حذف إحداهما) وبقاء الأخرى بحالها، (و) ثانيهما عن ورش وقنبل: (قلب الثانية) حرف مد صريحاً (كالساكنة) أي: ألفاً إن انفتحت الأولى، وواواً إن انضمت، وياء إن انكسرت.


(١) فاعل جاء.