المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[العلامات التي يعرف بها القلب]

صفحة 38 - الجزء 1

  أشياء على زنة لفعاء⁣(⁣١)؛ لأن ارتكابَ القلب الموجود في لسانهم أهونُ من ارتكاب منع الصرف بغير علة؛ ولذلك قال:

  (فإنها لفعاءُ. وقال الكسائي: أفعال(⁣٢)) وزعم أن منع صرفها توهماً⁣(⁣٣) أنها كحمراء.

  (وقال الفراء:) إن أشياء لا تحمل على الظاهر من عدم الحذف، بل تحمل على أنها (أفعاء، وأصلها أَفْعِلاءُ) حذفت منها اللام، وهي جمع⁣(⁣٤) شيء مخفف شيِّئ، كبَيْنٍ وبيِّن فإنه يجمع على أبيناء، فحذفت الهمزة التي هي لام الكلمة؛ كراهة اجتماع همزتين بينهما حاجز غير حصين.

  وهو⁣(⁣٥) ضعيف من وجوه: حذفُ الهمزة على غير قياس⁣(⁣٦)، وعدمُ استعمال شيِّئ مع شيء، كبيّن وسيّد وميّت مع مخففاتها، مع أن الواجب - قياساً عليها⁣(⁣٧) - أن يكون أكثر استعمالاً من شيء المخفف، وتصغيرُهُ على أُشَيّاء⁣(⁣٨)، وجمعه على أشايا⁣(⁣٩)، كما تقدم.


(١) وفي ذلك قيل شعراً:

أشياءُ شَيْئَاء في أصل وقد قلبوا ... لاماً لها فهي بعد القلب أشياءُ

فقل لمن يدعي في العلم فلسفة ... حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء

(٢) أي: قال: إن أشياء جمع شيْء، وفعْل يجمع على أفعال كقول وأقوال، وبيت وأبيات. تمت.

(٣) كذا في الأصول. تمت.

(٤) وإنما جعله جمع شيء المخفف من شيِّئ ليصح كون جمعه أشيئاء كأبنياء؛ إذ لو كان جمع شيء الغير المخفف من شيِّئ لكان كبيت وأبيات فيكون جمعه أفعال. تمت. والله أعلم.

(٥) أي: قول الفراء. تمت.

(٦) لأن الهمزة لا تحذف إلا إذا كان قبلها ساكن. تمت.

(٧) أي: على سيد وميت، فلا يرد عليه أنه قد يقل استعمال الأصل، وأنه قد يرفض كما سيأتي في عسر ويسر. تمت.

(٨) ولو كان أفعلاء - وهو جمع كثرة بلا خلاف - وجب رده في التصغير إلى الواحد وهو شيء كفلس، فيقال: شُيَيْئ كزييد، ثم يجمع جمع السلامة، فما صغروه على أُشَيَّاء إلا لكونه مفرداً، أي: شيئاء كالطرفاء والقصباء وهجراء. تمت. ع

(٩) وأفعلاء لا يجمع على أفاعل، ولا يلزم سيبويه شيء من ذلك؛ لأن منع الصرف لأجل ألف التأنيث، وتصغيره على أُشَيّاء لأنه اسم جمع لا جمع، وجمعه على أشايا لأنها اسم على فعلاء فتجمع على فعالى كصحراء وصحارى. تمت. جابردي.