المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[إعلال العين]

صفحة 64 - الجزء 2

  أو يعلان بغير ذلك - بَيَّن المانع من ذلك فقال فيما لم يعل أصلاً مما كان ثلاثياً: (وصح باب قوي) يعني فعِل المكسور العين مما عينه ولامه واو (و) باب (هَوَى) يعني فعل - بفتح العين - مما لامه ياء؛ بدليل القوة في الأول، وهويْت في الثاني (للإعلالين) أي: للزوم اجتماع إعلالين فيهما لو قلبت عينهما ألفاً، وقد علمت استكراههم إياه في الثلاثي، وذلك لأنه قد أعل قوي بقلب واوه التي هي اللام ياء لانكسار ما قبلها؛ لما سيأتي من وجوب ذلك في مثلها.

  وأعل هَوَى بقلب يائه التي هي اللام ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، فلو أعلت العين أيضاً لاجتمع الإعلالان.

  وقُدِّم إعلال اللام لأن الاشتغال بإعلال الأطراف أسبق من الاشتغال بإعلال ما في الوسط بقلب أو إدغام.

  (و) صح (باب طَوِيَ وحَيِي) يعني فعل - بكسر العين - مما عينه واو أو ياء، ولامه ياء، فالأول كطوي؛ بدليل طيان⁣(⁣١)، والثاني كحيي، فلم تقلب عين كل منهما ألفاً⁣(⁣٢) (لأنه) أي: فعِل - بكسر العين - (فرعه) أي: فرع فعَل - بالفتح -؛ لأن فعل - بفتح العين - في الأفعال أكثر من أخويه؛ لكونه أخف، والخفة مطلوبة في الأفعال، وهو أيضاً أكثر تصرفاً؛ لأن مضارعه يأتي على ثلاثة أوجه، دون مضارعهما.

  ثم ذكر علة أخرى لعدم إعلال ما كان على فعِل بالكسر مما ذكر فقال: (أو لما يلزم) يعني لو أعلَّ بقلب العين ألفاً (من يَقايُ ويَطايُ ويَحايُ(⁣٣)) بضم الياء⁣(⁣٤) في المضارع، وهو مرفوض؛ لثقل الفعل، وإنما كان يلزم ذلك لأن كل أجوف من


(١) فلو كان لام طوي أصله الواو لقيل: طوان فلمل قيل: طيان علم أن أصلها الياء قلبت عينه ياء لاجتماعها مع الياء.

(٢) وإن لم يلزم إعلالان. رضي.

(٣) ولم يذكر مضارع هوى لأن مضارعه يهوي - بكسر العين -، فلا تجري العلة المذكورة فيه.

(٤) الأخيرة.