المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[إعلال العين]

صفحة 66 - الجزء 2

  وأيضاً قوي بقلب الواو ياء أخف منه بإدغام الواو في الواو، والطريق الذي هو مؤد إلى زيادة الخفة أولى بالسلوك مما ليس كذلك.

  وإنما زِدْتُ لفظ: «في مثله⁣(⁣١)» - أعني فيما كان مقتضي الإعلال متأخراً عن مقتضي الإدغام - لأن ظاهر عبارة المصنف توهم أن الإعلال مقدم على الإدغام مطلقاً، وليس كذلك، بل التقديم لما سببه متأخر منهما، ومن ثمة⁣(⁣٢) قدم الإدغام في أوَزّة - أصلها إوززة؛ لقولهم: وزَّ بمعناه، ولأن إفعلة أكثر من فِعَلّة كهِجَف - على قلب الواو ياءً لانكسار ما قبلها. ولو صرح المصنف بذلك القيد لكان أولى.

  (ولذلك) أي: ولأن الإعلال في مثله قبل الإدغام (قالوا) في مضارعهما (: يحْيا، ويقوى) بقلب الياء في الأول والواو في الثاني ألفاً؛ إذ أصلهما يحيي ويقوو، (واحواوى) بالألف، وهو افعالَل من الحُوَّة⁣(⁣٣)، وأصله احْوَاوَوَ، فقلبت الواو التي هي لامٌ ألفاً (يحواوي) في المضارع بقلب الواو ياء لانكسار ما قبلها (وارعوى) بقلب الواو ألفاً، أصله: ارعوو (يرعوي) في المضارع بقلب الواو أيضاً لانكسار ما قبلها ياء (فلم يدغموا) في الأمثلة المذكورة بأن يقولوا: يحيُّ، ويقوُّ، واحواوّ كاشهابّ يحواوّ كيشهابّ، وارعوَّ يرعوُّ كاشهبَّ يشهبُّ؛ تقديماً للإعلال على الإدغام لما تقدم⁣(⁣٤).

  ولما جاء مصدر احواوى على وجوه استطرد ذكره هنا تنبيهاً عليها، وإلا فمحله عند قوله: «وتقلب الواو عيناً أو لاماً أو غيرهما ياءً إذا اجتمعت مع ياء» ... إلخ، أو في الإدغام - فقال: (وجاء) يعني في مصدره (احوِيْواء) كاشهيباب، بغير قلب للواو ياء مع اجتماعها معها وسبق الياء بالسكون؛


(١) أي: قوله: «لأن الإعلال في مثله قبل الإدغام».

(٢) أي: ومن جهة أنه يقدم ما سببه متأخر من الإعلال والإدغام قدم الإدغام في إوززة لأن سببه متأخر.

(٣) الحوة - بضم الحاء وتشديد الواو -: سواد إلى الخضرة، أو حمرة إلى السواد.

(٤) لسبق الإعلال على الإدغام، ولكون الكلمة به أخف. رضي.