المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[إعلال العين]

صفحة 67 - الجزء 2

  لكون الياء عارضة في المصدر للكسرة، وأصلها الألف في احواوى. (و) جاء أيضاً فيه (أحويّاء) بالقلب والإدغام، قال الرضي: ولم يذكر سيبويه إلا هذا نظراً إلى كون المصدر أصلاً للفعل؛ فلا تكون الياء بدلاً من الألف، بل الألف في الفعل بدل من الياء في المصدر.

  (ومن قال: اشهباب) في مصدر اشهابّ⁣(⁣١)، بحذف الياء كما هو لغة البعض في مثله (قال: احوواوٌ) فتجتمع فيه الواوان (كاقتتال) في مصدر اقتتل اجتمعت فيه التاءان.

  (ومن أدغم اقتتالاً) من العرب كما يجيء في باب الإدغام إن شاء الله تعالى (قال) في احوواء: (حِوَّاء(⁣٢)) والواوان في الوسط لا يستثقلان كما يستثقلان في الطرف، فيقال: حَوَّى يُحَوِّي، أو حِوَّى يُحِوِّي، كقَتّل على ما سيأتي.

  (وجاز الإدغام) عطف على قالوا، يعني ولأن الإعلال في مثله مقدم على الإدغام وهو مانع من الإدغام جاز الإدغام (في أُحيِي واسْتُحيِي) مغيري الصيغة من أحيا واستحيا؛ لعدم سبب الإعلال⁣(⁣٣) فيه حتى يقدم على الإدغام فيمنعه.

  (بخلاف نحو: أحيا واستحيا) في المبني للفاعل فإن سبب الإعلال المقتضي لتقديمه على الإدغام - وهو⁣(⁣٤) تحرك الياء وانفتاح ما قبلها - موجود فيمنع الإدغام.

  وفي استحيا لغتان: لغة أهل الحجاز: استحيي يستحيي مستحيٍ مستحياً منه - باليائين - على وزن استرعى يسترعي سواء.

  ولغة بني تميم: استحَى يستحِي، بتحريك الحاء وحذف أولى اليائين


(١) الشُّهبة في الألوان: البياض الذي غلب على السواد. صحاح.

(٢) يعني: ومن لم يراع سكون ما قبل المثلين في مثل هذا البناء وقال: قتال فقياسه أن يقول: حواء؛ لأنه يسكن أول المثلين ويحرك ما قبله بحركته فيقول: قتال وحواء. جاربردي.

(٣) حيث لم يفتح ما قبل الياء.

(٤) أي: سبب الإعلال. يعني في أصله، وهو أحيَي واستحيَيَ.