المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[إعلال العين]

صفحة 71 - الجزء 2

  (وأَسْوَد) لم يعل كأقام⁣(⁣١) لصحة أصله، أعني سود.

  (ومن قال: عار) يعني أنه قد يعل فَعِل من العيوب نحو قوله:

  أعارت⁣(⁣٢) عينُه أم لم تعارا

  فتُعل فروعه أيضاً، فمن أعله (قال: أعار، واستعار، وعائرٌ).

  ولما كان قوله: «وما تصرف مما صح صحيح» مشعرًا بأن ما تصرف مما أعل يعل ولم يُفْعَل ذلك في بعض المواضع بَيَّن العذر في ذلك فقال:

  (وصح تَسْيَار وتَقْوَال) وهما مصدرا سار وقال للتكثير - مع أنهما متصرفان من المعل (للبس) لو أعلا؛ إذ كنت تقلب الواو والياء ألفاً وتحذف الألف للساكنين، فيبقى تسارٌ وتقالٌ فيلتبس بفَعَال كتلاف.

  قال الرضي⁣(⁣٣): والوجه أن المصدر لا تعل عينه هذا الإعلال إلا أن يكون مصدراً مطرداً مساوياً لفعله في ثبوت الزيادة فيه في مثل موضعها من الفعل كإقامة واستقامة، وليس نحو: تَقْوالٍ وتَسْيارٍ كذلك⁣(⁣٤).

  (و) صح (مِقْوال ومِخْياط) ونحوهما مما هو على مِفْعالٍ من المعتل العين، مع أنه آلة متصرف من الفعل، فكان حقه أن يعل لإعلال أصله (لِلَّبس) بمَفْعِل


(١) أي: لم يعل أسود كما أعل أقام، وأصله أقوم نقلت حركة الواو إلى ما قبلها وقلبت ألفًا لصحة. الخ.

(٢) صدر البيت:

وسائلة بظهر الغيب عني

وأنشده ابن قتيبة:

تساءل بابن أحمر مَن رآه

على أن الباء بمعنى «عن». وأعارت، أي: أعورت، فالهمزة للاستفهام. والشاهد فيه: أنه قد يعل باب فعل من العيوب؛ فإن عارت أصله: عورت - بكسر الواو - فقلبت ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها. وتعارا يروى بفتح التاء وكسرها وهي لغة فيما كان مثله، وأراد تعارن بالنون الخفيفة فأبدل منها ألفًا لينة للوقف. من شرح شواهد الشافية.

(٣) عبارة الرضي: لئلا يلتبس بعد الإعلال بفعال. هذا قوله، والوجه ما تقدم من أن المصدر. الخ.

(٤) أي: لا مطردًا ولا مساويًا.