المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[أبنية الاسم الثلاثي المجرد]

صفحة 43 - الجزء 1

[أبنية الاسم الثلاثي المجرد]

  (وللاسم الثلاثي المجرد عشرة أبنية، والقسمة تقتضي اثني عشر)؛ لأن اللام للإعراب والبناء فلا يتعلق به الوزن كما تقدم، وللفاء ثلاثة أحوال: ضم وفتح وكسر، ولا يمكن سكونها؛ لتعذر الابتداء بالساكن. وللعين أربعة أحوال: ثلاث حركات مع السكون، والثلاثة في الأربعة اثنا عشر، (سقط فُعِلُ) - بضم الفاء وكسر العين - (وفِعُل) - بكسر الفاء وضم العين - (استثقالاً) للخروج من ثقيل إلى ثقيل يخالفه.

  وأما⁣(⁣١) نحو: «عُنُق» و «إِبِلٍ» فتماثل الثقيلين خفف شيئاً. والخروج من الكسر إلى الضم أثقل من العكس؛ لأنه خروج من ثقيل إلى أثقل منه؛ فلذلك لم يأت فِعُلَ في فِعْلٍ ولا في اسم إلا في الحِبُك إن ثبت، ويجوز⁣(⁣٢) ذلك إذا كانت إحدى الحركتين غير لازمة، نحو: يَضْرِب.

  وأما «فُعِل» فلما كان ثقله أهون بقليل جاء في الفعل المبني للمفعول، وجُوِّز ذلك لعروضه؛ لكونه فرعاً عن المبني للفاعل.

  فإن قيل: لا نسلم سقوط «فُعِل» في الأسماء؛ إذ قد جاء الدُّئِل علماً لأبي قبيلة، وجنساً لدويبة شبيهة بابن عرس⁣(⁣٣).

  قلنا: أجاب عنه المصنف بقوله: (وجُعل الدُّئِل منقولاً) أي: ليس ببناء أصلي في الأسماء، بل هو منقول من الفعل، وأصله: دَألَ، من الدَّألان، وهو: مشي⁣(⁣٤) يقارب فيه الخطا، أما إذا كان علماً فلا إشكال؛ لكثرة نقل الأعلام من الأفعال كشمَّر ويزيد.


(١) جواب ما يقال إنه قد حصل الخروج من ثقيل إلى ثقيل. تمت.

(٢) أي: الانتقال من الكسر إلى الضم، وهذا جواب سؤال مقدر، وهو أن الخروج من الكسر إلى الضم ثقيل فما تقول في: يضرب، فإن فيه ذلك؟

(٣) ابن عرس: دويبة على خلقة الهر، مولع بأخذ الذهب من معدنه. ذكره في كتاب النظم المستعذب. تمت. والله أعلم.

(٤) فلما نقل إلى معنى الاسم غير لفظه أيضاً من صيغة المبني للفاعل إلى صيغة المبني للمفعول لتكون الصيغة المختصة بالفعل دليلاً على أن أصله كان فعلاً. تمت. نجم الدين