المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[أبنية الاسم الثلاثي المجرد]

صفحة 44 - الجزء 1

  وأما إذا كان جنساً فهو وإن كان⁣(⁣١) قليلاً فقد جاء منه شطر صالح، كقوله ÷: «إن الله تعالى نهاكم عن قيل وقال⁣(⁣٢)».

  فإن قِيل: قد جاء الوُعِل لغةً في الوَعِل، والرُّئِم بمعنى الاست. فالجواب: الحمل على الشذوذ.

  فإن قيل: لا نسلم سقوط «فِعُل»؛ إذ قد جاء الحِبُك - بكسر الحاء وضم الباء - على ما نقل بعضهم.

  قلنا: أجاب عنه المصنف بقوله: (والحِبُك إن ثبت) أي: لا يقطع بثبوته، ومع فرضه⁣(⁣٣) (فعلى تداخل اللغتين في حرفي الكلمة(⁣٤)) يحمل، وذلك أن فيه لغتين: الحُبُك - بضم الحاء والباء -، والحِبِك - بكسرهما -، فأراد المتكلم أن يقول: الحِبِك - بكسرتين - ثم بعد كسره الحاء ذَهِل عنه وذهب إلى اللغة الأخرى وهي الحُبُك - بضمتين - فلم يرجع إلى ضم الحاء، بل خلاها مكسورة، فتداخل اللغتان: لغة ضمهما ولغة كسرهما في حرفي الكلمة: الحاء والباء.

  وفي تركيب الحِبُك من اللغتين إن ثبت نظر؛ لأن الحُبُك - بضمتين - جمع الحِبَاك، وهي: الطريقة في الرمل ونحوه، وبكسرتين إن ثبت فهو مفرد⁣(⁣٥)، مع بُعدِه؛ لأن فِعِلاً قليل، حتى إن سيبويه قال: لم يجئ منه إلا إِبِل، ويبعد تركيب اسم من مفرد وجمع، فالأولى الحكم بالشذوذ إن ثبت.


(١) أي: النقل إلى أسماء الأجناس. تمت.

(٢) ويروى: عن قيلَ وقالَ، على إبقاء صورة الفعلية. وكذا قولهم: أعييتني من شبٍّ إلى دُبٍّ، ومن شُبَّ إلى دُبَّ، أي: من لدن شببتُ إلى أن دببتُ على العصا. تمت. نجم الدين. قال في اللسان: وفي المثل: «أعييتني من شُبَّ إلى دُبَّ»، و «من شُبٍّ إلى دُبٍّ» الأول على صيغة الفعل المبني للمجهول، والثاني اسم معرب منون على زنة قفل. تمت. من حاشية على شرح الرضي للشافية.

(٣) إذ المشهور بضمتين أو كسرتين. تمت. جاربردي

(٤) إنما قال: في حرفي الكلمة لأن التداخل يكون في كلمتين أيضاً، كما قالوا: قَنَطَ يَقْنِط مثل ضرب يضرب، وقَنِطَ يقْنَطُ مثل علم يعلم، ثم لما قالوا: قَنَِط يقنَِط بالفتح أو بالكسر فيهما علم أن الماضي من إحداهما والمضارع من الأخرى. تمت. جار

(٥) لعل المصنف بنى على قول ابن جني، وهو أن الحُبُك والحِبك بمعنى واحد فحينئذ فلا إشكال. تمت. صديق