[العلامات التي بها يعرف الإبدال]
  (وحروفه) المشهورة التي تكون بدلاً عن حروف أُخر أربعة عشر، يجمعها قولك: (أنصت يوم جدُّ طاهٍ زَلَّ(١)).
  وقلنا: «المشهورة» لأنه قد يجيء غيرها على سبيل القلة والشذوذ، كالشين من الكاف في: حرش، بمعنى: حرك. والثاء من الفاء نحو: ثروغ بمعنى فروغ(٢)، من التفريغ. والباء من الميم نحو: مَا اسبك؟ أي: ما اسمك؟. والحاء المهملة من الخاء المعجمة في الشعر، قال:
  غمر الأيادي كريم السنح ... أبلج لم يولد بنجم الشح(٣)
  والراء من اللام نحو: نثر الدرع، أي: نثلها(٤). والفاء من الثاء نحو: قام زيد فُمّ عمرو، وجدث وجدف. والكاف من القاف، يقال: عربي قُح(٥) وكح. ومن التاء قال:
  يا ابن الزبير طالما عصيكا ... وطالما عنّيتنا إليكا(٦)
  ويجوز أن يكون وضع الضمير المنصوب موضع المرفوع. والعين المهملة من الهمزة في: أن، وهي عنعنة تميم؛ لأنها في لغتهم، قال:
  أعَنْ ترسمت من خرقاء منزلة ... ماء الصبابة من عينيك مسجوم
  (وقولُ بعضهم) يعني به جار الله العلامة |: إن حروف الإبدال
(١) أنصت: من الإنصات، ويوم: ظرفه، وجدُّ: مبتدأ مضاف إلى طاه، وهو عَلَم، وزلَّ: من الزلل، وهو خبر المبتدأ، والظرف مضاف إلى الجملة، أي: أنصت في هذا اليوم. جاربردي.
(٢) ثروغ الدلو: جمع ثرغ - بفتح فسكون - وهو ما بين عراقي الدلو، وفي القاموس: الفرغ: مخرج الماء من الدلو بين العراقي.
(٣) السنح - بكسر فسكون -: الأصل، وأصله السنخ بالخاء، فأبدل منها حاء مهملة، وهو محل الاستشهاد بالبيت. والشح: البخل.
(٤) أي: ألقاها عنه.
(٥) أي: خالص.
(٦) الشاهد في قوله: «عصيك»، وقد اختلف في ذلك، قال ابن هشام في المغني: الكاف بدل من التاء بدلًا تصريفيًّا، لا من إنابة ضمير عن ضمير كما ظن ابن مالك.