المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[إبدال اللام]

صفحة 141 - الجزء 2

[إبدال اللام]

  (واللام) تبدل من اثنين: (من النون، والضاد) المعجمة، فمن النون (في أصيلال) أصله أصيلان، وهو (قليل)، والكثير أصيلان مصغر أصلان، وهو إن كان جمع أصيل - وهو ما بين العصر والمغرب - كرغفان جمع رغيف - وهو الظاهر - فهو شاذ من وجهين: أحدهما: إبدال اللام من النون، والثاني: تصغير جمع الكثرة على لفظه. وإن كان أُصْلان واحداً كرُمّان وقُرْبان - مع أنه لم يستعمل - فشذوذه من جهة واحدة، وهي قلب النون لاماً.

  قال الأخفش: لو سميت به لم ينصرف؛ لأن النون كالثابتة، وكذا هراق إذا سميت به غير منصرف⁣(⁣١)؛ لأن الهمزة في حكم الثابتة.

  (و) من الضاد (في الطجع) من قول الشاعر:

  لما رأى أن لا دعة ولا شِبع ... مال إلى أرطاة حِقفٍ فالطجع⁣(⁣٢)

  أي: اضطجع، وهو (رديء).

[إبدال الطاء]

  (والطاء) تبدل (من) شيء واحد، وهو (التاء)، وإبدالها منها (لازم في نحو: اصطبر) مما كان فاء افتعل فيه أحد الحروف المستعلية المطبقة، وهي: الصاد، والضاد، والطاء، والظاء؛ وذلك لأن التاء مستفلة لا إطباق فيها، وهذه الحروف مجهورة مستعلية مطبقة، فاختاروا حرفاً مستعلياً مطبقاً قريباً من مخرج التاء، وهو الطاء، فجعلوه مكان التاء؛ لأنه يناسب التاء في المخرج، ويناسب الثلاثة في الإطباق.


(١) لأن فيه العلمية ووزن الفعل؛ إذ أصله: أراق، وهو أفعل.

(٢) البيت من الرجز، لمنظور بن مرثد الأسدي، والدعة: خَفَض العيش، والتاء فيه بدل من الفاء الذاهبة في أوله، والأرطاة: واحدة الأرطى، وهو شجر من شجر الرمل، والحِقف - بكسر الحاء وسكون القاف -: التل المعوج، والطجع: أصله اضطجع، فأبدل الضاد لامًا، وهو محل الاستشهاد بالبيت.