[الإدغام الواجب]
  فيه، وسيأتي، (نحو: رد) أصله: ردد، فأسكن الأول وأدغم في الثاني (ويرد) أصله: يردد، فأدغم الأول بعد إسكانه في الثاني (إلا في نحو: حيي) مما المثلان فيه ياءان ولا علة لقلب ثانيهما ألفاً(١)، وحركتهُ لازمة(٢)، (فإنه) أي: الإدغام فيه (جائز) لا واجب، بخلاف نحو: أحيا؛ لوجوب قلب الثانية ألفاً لانفتاح ما قبلها، وبخلاف نحو: محيية ومحييان فإن حركة الياء(٣) عارضة لأجل التاء التي في الصفة وألف المثنى، وهما عارضان لا يلزمان الكلمة، وكذا الحركة الإعرابية كقوله تعالى: {عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى}[الأحقاف ٣٣]، وقولك: رأيت محيياً؛ فيمتنع فيه الإدغام.
  ولو ترك قوله: «فإنه جائز» إحالة على اندراجه فيما سيأتي لكان أخصر.
  (وإلا في نحو: اقتتل) مما كان أول المثلين فيه تاء الافتعال (و) نحو: (تتنزل) مما كان أولهما فيه تاء المضارعة الداخلة على تفعَّل، أو تاء المضارعة الداخلة على تفاعل (و) ذلك نحو: (تتباعد) فإنه لا يجب الإدغام فيها (وسيأتي) الكلام فيها.
  (وتنقل حركته) أي: حركة الأول من المثلين (إن كان قبله ساكن) محافظة على تلك الحركة، مع احتياج الأول إلى التحريك؛ لئلا يلتقي ساكنان، فكان نقلها أولى من اجتلاب حركة أجنبية. بخلاف ما إذا كان قبله متحرك فلا نقل؛ لحصول الغنية بحركة ما قبله. وإنما تنقل إذا كان ذلك الساكن (غير لين) عنى به المدة - أعني اللين الذي حركة ما قبله من جنسه - أو ياء التصغير. ولو قال: «غير مدة أو ياء التصغير» لكان أولى. وذلك نحو: دابّة وتمودّ وأصيِّم وخويّصة؛ إذ لا محوج إلى النقل؛ لجواز التقاء الساكنين فيه كما تقدم، بخلاف ما إذا كان
(١) لعدم انفتاح الأولى منهما.
(٢) لأنها بنائية.
(٣) الثانية.