المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[المخرج المتفرع]

صفحة 160 - الجزء 2

  التعريف الساكنة بالألف المتحركة، أعني الهمزة، وأما ألف فهو اسم الهمزة لأن أوله الهمزة، فينبغي أن تقول: «لا» ولا تقول: «لام ألف».

  وأما قوله:

  تكتبان في الطريق لام ألف ... [كمِثْلما تكتبه لا يختلف]

  فمقصوده اللام والهمزة، لا صورة «لا».

[المخرج المتفرع]

  ولما بيَّن المخارج الأصلية بيَّن المخرج المتفرع فقال: (ومخرج المتفرع واضح) فإنه حرف من المذكورة أشرب صوت غيره، فمخرجه بين مخرج الحرف الأصلي وبين مخرج غيره (و) هو كثير، لكن (الفصيح) منه (ثمانية) أحرف: (همزة بين بين ثلاثة) كما تقدم في تخفيف الهمزة، أي: بين الهمزة والألف، أو بينها وبين الياء، أو بينها وبين الواو، (والنون الخفية) وتسمى الخفيفة أيضاً لخفائها⁣(⁣١) وخفتها، وهي نون ساكنة غير ظاهرة مخرجها من الخيشوم فقط، وإنما تجيء قبل الحروف الخمسة عشر⁣(⁣٢)، كالكاف (في نحو: عنك) وغيرها من الحروف التي تذكر عند ذكر أحوال النون، فعلى هذا ليست من المتفرعة بالمعنى المذكور، بل لها مخرج مستقل وهو الخيشوم؛ ولهذا لو سددت أنفك وحاولت التلفظ بها لوقع الإخلال بها.

  قال السيرافي: ولو تكلف متكلف لإخراجها من الفم مع هذه الخمسة عشر حرفاً لأمكن بعلاج وعسر.

  وكأن المصنف عدها من المتفرع لأن أصل مخرجها من الفم والخيشوم، وخروجها من الخيشوم فقط عارض لها عند اتصالها بحروف الفم التي تخفى


(١) قوله: «لخفائها» علة لقوله: «الخفيه»، وقوله: «وخفتها» علة لقوله: «الخفيفة».

(٢) التي تسمى حروف الإخفاء.