المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[المخرج المتفرع]

صفحة 161 - الجزء 2

  معها النون، وعلى هذا فمعنى المتفرع: ما هو فَرع مطلقاً، أعني سواء أشرب صوت غيره أم لا.

  (وألف الإمالة) أي: التي يؤتى بها بينها وبين الياء كما تقدم (ولام التفخيم) يعني بها اللام التي تلي الصاد أو الضاد أو الطاء أو الظاء المعجمة، إذا كانت هذه الحروف مفتوحة أو ساكنة كالصلاة ويصلون، فإن بعضهم يفخمها. وكذا لام «الله» إذا كان قبلها ضمة أو فتحة.

  قال الرضي: ولم يذكر المصنف ألف التفخيم، وذكرها سيبويه في الحروف المستحسنة، وهي الألف التي ينحى بها نحو الواو كالصلاة والزكاة والحياة، وهي لغة أهل الحجاز، وزعموا أن كتبهم الزكاة والصلاة ونحوهما بالواو على هذه اللغة.

  (والصاد كالزاي) كما تقدم في نحو: تصدق وصدق.

  (والشين كالجيم) بأن يؤتى بالشين مشربة صوت الجيم في نحو: أشدق، فهذه هي الفصيحة.

  (وأما الصاد كالسين) في نحو: تصدق وصراط، قربها بعضهم من السين لكونهما من مخرج واحد (والطاء) المهملة (كالتاء) المثناة الفوقانية، وهي تكون في كلام عجم أهل الشرق كثيراً؛ لأن الطاء في أصل لغتهم معدوم، فإذا نطقوا بها تكلفوا بما ليس في لغتهم، فجاءوا في نحو: «طالب» بشيء بين الطاء والتاء (والفاء كالباء الموحدة) في نحو: فالج، قال السيرافي: وهي كثيرة في لغة العجم، وهي على ضربين: أحدهما لفظ الباء أغلب عليه من الفاء، والآخر لفظ الفاء أغلب عليه من الباء، وقد جُعلا حرفين من حروفهم سوى الباء والفاء المخلصين، قال: وأظن أن العرب إنما أخذوا ذلك من العجم لمخالطتهم إياهم. (والضاد الضعيفة) قيل: هي في لغة قوم ليس في لغتهم ضاد، فإذا احتاجوا إلى التكلم بها في العربية اعتاصت عليهم، فربما تكلفوا إخراجها من مخرج الضاد فلم يتأت لهم، فخرجت بين الضاد والظاء. وفي حاشية كتاب مبرمان: الضاد الضعيفة كما يقال