المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[المخرج المتفرع]

صفحة 162 - الجزء 2

  في: «اثرد له» اضرد له، يقربون الثاء من الضاد، فعلى هذا هي بين الثاء والضاد، (والكاف كالجيم) نحو «جافر» في: كافر (فمستهجنة) أي: مستقبحة هذه الحروف الخمسة.

  ومن المتفرعة: القاف بين القاف والكاف، قال السيرافي: وهو مثل الكاف التي كالجيم، والجيم التي كالكاف. ومنها: الجيم التي كالزاي، والشين التي كالزاي، كما تقدم في أجدر وأشدق.

  (وأما الجيم كالكاف) نحو «كمل» في جمل، و «ركل» في رجل (والجيم كالشين) نحو: أشدر في أجدر (فلا يتحقق) يعني أنَّ بعضهم عدَّ من المستهجنة الجيم كالكاف والجيم كالشين، وليسا حرفين آخرين غير الكاف كالجيم، والشين كالجيم، فالأول⁣(⁣١) قد علم أنه مستهجن، فذكره تكرار، والثاني⁣(⁣٢) قد تقدم أنه مستحسن، فلا يصح عده في المستهجن.

  قال الرضي: كأنه ظن أن مرادهم بالجيم كالشين حرف آخر غير الشين كالجيم، وكذا ظن أن مرادهم بالجيم كالكاف غير مرادهم بالكاف كالجيم، وهو وهْم.

  قال ما معناه: بل الشين التي كالجيم وعكسه شيء واحد⁣(⁣٣)، وكذا الجيم التي كالكاف وعكسه شيء⁣(⁣٤) واحد، إلا أن أصل أحدهما في الأول الشين كأشدق، والآخر الجيم كأجدر، وفي الثاني أصل أحدهما الكاف نحو: كافر، والآخر الجيم نحو: جمل.

  قال: ذكر سيبويه الشين كالجيم في الحروف المستحسنة، والجيم كالشين من الحروف المستهجنة، وكلاهما واحد، لكنه استحسن الشين المشربة صوت الجيم


(١) أي: الكاف كالجيم.

(٢) الشين كالجيم.

(٣) وهو لفظ بين الجيم والشين.

(٤) وهو لفظ بين الجيم والكاف.