المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[بيان إدغام المتقاربة بعضها في بعض]

صفحة 184 - الجزء 2

  وقد عرفت أن الأفصح في المطبقة إذا أدغمت في غيرها بقاء الإطباق؛ لئلا تذهب فضيلة الحرف. وبعض العرب يذهب الإطباق أصلاً.

  قال سيبويه: ومما أخلصت فيه الطاء تاءً سماعاً عن العرب: حُتّهُم في: حُطْتُهم.

  ومع بقاء الإطباق تردد المصنف في أنه هل هناك إدغام صريح أو إخفاء لحرف الإطباق مسمى بالإدغام فقال: (والإطباق في نحو: فرَّطْتُّ إن كان معه إدغام فهو إتيان بطاءٍ أخرى) يعني أن ذلك لا يكون إلا بأن تقلب حرف الإطباق - كالطاء مثلاً في: فرطْتُّ - تاءً وتدغمها في التاء إدغاماً صريحاً، ثم تأتي بطاء أخرى قبل الحرف المدغم (و) حينئذ هو (جمع بين ساكنين) هما الطاء المأتي بها والمدغم.

  وإنما قال: «إنه إتيان بطاء أخرى» لأن الإطباق من دون حرف الإطباق متعذر. (بخلاف غنة النون) إذا أدغمت في الياء مثلاً إدغاماً صريحاً (في) نحو: (من يّقول)؛ لأن الغنة قد تكون لا مع حرف الغنة، وذلك بأن تُشرب الواو والياء المضعفتين غنة في الخشيوم، ولا تقدر على إشراب التاء المضعفة إطباقاً؛ إذ الإطباق لا يكون إلا مع حرف الإطباق، قال⁣(⁣١): «والحق أن ليس مع الإطباق إدغام صريح، بل هو إخفاء شبيه بالإدغام، فسمي إدغاماً لشبهه به، كما سمي الإخفاء في: «لبعض شأنهم»، و «العفو وأمر» إدغاماً.

  (والصاد والزاي والسين يدغم بعضها في بعض) فإن أدغمت الصاد في أختيها فالأولى إبقاء الإطباق كما مر، وأمثلتها: خَلَص سائر أو زاير، وبرزْ صّاعد أو ساير، وجلس صاعد أو زائر.

  (والباء في الميم والفاء) نحو: اضرب مّالكاً أو فاجراً.


(١) أي: المصنف.