[أحكام تختص بتاء افتعل]
  (مُقَتِّلون) - بفتح القاف - على النقل (ومُقِتِّلون) - بكسرها - على الحذف، وفي المضارع على الأول: يُقَتِّل - بفتح القاف -، وعلى الثاني: يُقِتِّل - بكسرها، ولا يجوز كسر الميم(١) إتباعاً، ويجوز كسر حرف المضارعة للإتباع؛ لأن حرف المضارعة متعود للكسر لغير الإتباع نحو: أنا إِعلمُ وتِعلم، لكن الياء لا تكسر إلا لداعٍ آخر(٢) كما في: ييجل، وأما نحو: مِنْتِن فشاذ كما تقدم.
  (وقد جاء مُرُدِّفين) بضم الراء (إتباعاً) لضمة الميم(٣) كما في: رُدُّ، ولم يُرُدُّ(٤)، وذلك بحذف حركة أول المتقاربين وتحريك ما قبله بحركة الإتباع؛ لإزالة الساكنين.
  وإذا كان فاء افتعل مقارباً في المخرج لتائه، وذلك إذا كان الفاء أحد الحروف الثمانية التي تقدم أن التاء تدغم فيها لكونها من طرف اللسان - وهي: الثاء والسين والطاء والظاء والصاد والدال والذال والزاي - فحكمها معها يختلف (و) ذلك أنها (تدغم الثاء فيها وجوباً على الوجهين) أي: قلب الأول إلى الثاني على القياس، والثاني إلى الأول؛ لأن الثاني زائد دون الأول، (نحو) اثتأر، أي: أخذ بثأره، فتقول فيه: (اِتَّأرَ) بالتاء (واِثَّأر) بالثاء، قال الرضي: قوله: «وجوباً» فيه نظر؛ لأن سيبويه ذكر أنه يقال: مثترد(٥)، ومثَّرد ونحوه.
  (وتدغم فيها السين شاذاً) لأن إدغام السين في غير حروف الصفير شاذ (على) الوجه (الشاذ) وهو قلب الثاني إلى الأول (نحو:) استمع فيقال فيه: (اسَّمع)، وإنما قلب فيه الثاني إلى الأول (لامتناع: اتَّمع) لذهاب فضيلة الصفير،
(١) من اسم الفاعل.
(٢) وذلك إذا كان بعدها ياء كما في «ييجل»، أو للإتباع كما في «يقتل» بكسر الياء إتباعاً للقاف.
(٣) أصله مرتدفين، من ارتدفه، أي: استدبره، فلما أريد الإدغام قلبت التاء دالاً فصار مرددفين بدالين، ثم حذفت حركة الدال الأولى وأدغمت في الثانية، وكسرت الراء لالتقاء الساكنين، فصار مُرِدِّفين بضم الميم وكسر الراء والدال، ويجوز فتح الراء لما مر، وجاء ضمها لإتباع الميم. جاربردي.
(٤) بإتباع حركة الدال حركة الراء إن كان مجزوماً أو في حكمه.
(٥) مثترد بالبيان، ومثرد بقلب الثاني إلى الأول، وقوله: «ونحوه» أي: مترد.