المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[أحكام تختص بتاء افتعل]

صفحة 188 - الجزء 2

  الصاد والضاد في الصاد والضاد؛ إذ لا دليل على قلبه طاء أولاً ثم قلب الطاء صاداً أو ضاداً. وذلك (في اصطبر واضطرب) فيقال: اصَّبَر واضَّرب، وإنما أدغم على الوجه الثاني (لامتناع) الجري على الوجه الأول الذي هو القياس، فلا يقال: (اطَّبَر واطَّرَب) لئلا يذهب الصفير والاستطالة.

  (وتقلب) أي: التاء (مع الدال والذال والزاي دالاً) لأن هذه الحروف مجهورة والتاء مهموسة، فبينهما تنافر في الصفة، فقلبت دالاً لأنه أقرب حروف اللسان إلى التاء، وبعد قلبها دالاً (تدغم) فاء افتعل فيها (وجوباً في ادَّان) لاجتماع المثلين مع سكون الأول، (و) إدغاماً (قوياً) مع الذال المعجمة (في ادَّكر) أصله اذتكر، ثم اذدكر، ثم ادّكر بالدال المهملة.

  وجاء (اذّكر) بقلب الثاني إلى الأول؛ لما عرفت⁣(⁣١)، (و) جاء أيضاً (اذْدكر) بترك الإدغام، (و) تدغم أيضاً إدغاماً (ضعيفاً) مع الزاي (في) نحو (ازَّان) أصله: ازتان - من الزينة - ثم: ازدان، ثم ازَّان. ووجه الضعف كونه شاذاً⁣(⁣٢) على الشاذ كما عرفت⁣(⁣٣). وإنما ارتكب فيه الوجه الضعيف عند إرادة إدغامه (لامتناع) الجري على القياس، فلا يقال: (ادَّان) لذهاب الصفير.

  اعلم أنه لما كان الإدغام بقلب الثاني إلى الأول على خلاف القياس كان الأغلب مع الصاد والضاد والظاء المعجمة قلب تاء الافتعال طاءً بلا إدغام؛ لأن قلب الأول إلى الثاني فيها ممتنع. فاضطلم واضطرب واصطبر أولى من غيرها، وكذا ازدان - بالدال - أولى من «ازّان» بالزاي، و «ادَّكر» بالدال المهملة أولى من «اذّكر» بالذال المعجمة، وكذا «اتَّغَر» بالتاء المثناه أولى من «اثَّغر» بالثاء المثلثة، وإبقاء التاء بحالها في استمع أولى من اسَّمَع.


(١) أي: لزيادة الثاني وأصالة الأول.

(٢) الشذوذ الأول إدغام حرف الصفير في غيره، والشذوذ الثاني قلب الثاني إلى الأول.

(٣) قريباً في قوله: وتدغم الصاد والضاد في الطاء المبدلة شاذاً على الشاذ.