المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[أحكام تختص بتاء افتعل]

صفحة 189 - الجزء 2

  (ونحو: خبطُّ) بإبدال تاء الضمير طاءً بعد المطبقة، أي: الطاء كما مثَّل (و) الصاد (نحو: حُصْطُ) عنه، والظاء نحو: حَفِظْطُ، والضاد نحو: خُضْطُ، (وفُزْدُ وعُدُّ) بإبدالها دالاً بعد الزاي والدال؛ تشبيهاً لها بتاء افتعل (في خَبَطت وحصت(⁣١) وفزت وعدت شاذ) لأن تاء الضمير كلمة أخرى. ووجهه مع الشذوذ شدة اتصال تاء الضمير بالفعل كاتصال تاء الافتعال بما قبلها.

  (وقد تدغم تاء) المضارعة في تاء تفَعَّل وتفاعل إذا اتفقت حركتهما، وذلك في (نحو: تتنزَّل وتتنابزون) لاجتماع المثلين مع اتفاق حركتيهما، وإنما تدغم بشرطين: أراد الأول بقوله: (وصلاً) أي: موصولة بكلمة أخرى نحو: قال تّنزَّل، وقال تّنابزون. والثاني بقوله: (وليس قبلها ساكن صحيح) بأن لا يكون ساكناً أصلاً كما مثلنا، أو يكون ساكناً لكن غير صحيح نحو: قالوا تنزَّلُ، وقالا تَّنابزون، وقولي تَّنزَّل. فإن لم تكن موصولة بكلمة قبلها لم تدغم؛ إذ لو أدغمت لاجتلبت لها همزة الوصل⁣(⁣٢)، وحروف المضارعة لا بد لها من التصدر؛ لقوة دلالتها⁣(⁣٣). وكذا إن كان قبلها ساكن صحيح نحو: هل تتنابزون؛ إذ يحتاج إذن إلى تحريك ذلك الساكن، ولا تفي الخفة الحاصلة من الإدغام بالثقل الحاصل من تحريك ذلك الساكن، بخلاف غير الصحيح فإنه يحذف.

  وكان عليه أن يقول: «وليس قبلها ساكن غير مد»؛ لأن حرف العلة إذا لم يكن⁣(⁣٤) مداً لا يحذف لالتقاء الساكنين، بل يحرك نحو: لو تتنابزون.


(١) خبطت الرجل إذا أنعمت عليه من غير معرفة بينك وبينه. صحاح، وحصت من الحوص وهو الخياطة، وفزت من الفوز وعدت من العود.

(٢) وهمزة الوصل لا تدخل على الفعل المضارع، لأنه في معنى اسم الفاعل، فكما لا تدخل في اسم الفاعل لا تدخل الفعل المضارع. جاربردي

(٣) يعني على الضمائر.

(٤) قال ابن جماعة على قول الجاربردي: أو ساكن غير صحيح، أي: بأن كان حرف مد كما مثل، لا حرف لين؛ لامتناع نحو: لو تنزل بالإدغام؛ لأن الواو حينئذ لا يجوز حذفها؛ لعدم ما يدل عليها، ولا إبقاؤها؛ لالتقاء الساكنين على غير حده؛ لأنهما ليسا في كلمة واحدة.