المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[أبنية المزيد فيه]

صفحة 51 - الجزء 1

  (وخَنْدَرِِيس) وهي الخمر⁣(⁣١)، وإنما قال: (على الأكثر) لأنه قد قيل: إن خندريساً فنعليل، فيكون من مزيد الرباعي. والأولى الحكم بأصالة النون؛ إذ قد جاء: بَرْقَعيد لبلد، ودَرْدَبِيْس للداهية، وسلسلبيل، وجَعْفَلِيْق، وعَلْطَمِيْس⁣(⁣٢)، ولا ترجح الزيادة على الأصالة⁣(⁣٣) إلا على تقدير ندور الوزنين، وكثرة أبنية المزيد فيه على أبنية الأصول بكثير كمزيد الثلاثي والرباعي، وكون الوزن بتقدير الأصالة من الأصول، وجميعها منتف فيما نحن فيه؛ لوجود الكلمات المذكورة⁣(⁣٤)، ومقاربة مزيد الخماسي لأصوله، وكونه مزيداً على تقدير أصالة النون بزيادة الياء قطعاً؛ كذا قيل.

  وفي انتفاء الثاني نظر؛ إذ يصير على تقدير زيادة النون من مزيد الرباعي، لا من مزيد الخماسي، ومزيد الرباعي أكثر من أصوله بكثير.

  نعم، انتفاء بعض الثلاثة كافٍ في المقصود⁣(⁣٥). ولو قال بدل خَنْدَريس: بَرْقَعِيْد - لاستراح من قوله: على الأكثر⁣(⁣٦).


= هكذا ذكره في شرح الهادي. ويظهر لك من هذا أن ما ذكره في الصحاح من أن ألف قبعثرى لإلحاق بنات الخمسة ببنات الستة غير صحيح. جاربردي.

(١) القديمة. تمت. ركن الدين.

(٢) سلسبيل: اسم لعين في الجنة. وجعفليق: العظيمة من النساء. وعلطميس: الناقة العظيمة. تمت. قاموس. وقيل: المرأة السمينة. تمت.

(٣) كأن الشيخ استشعر سؤالاً وهو أن يقال: أليس إذا تردد حرف بين الأصالة والزيادة فاعتباره زائداً أولى؟ فأجاب بقوله: ولا ترجح الزيادة ... إلخ. تمت. أي: لا ترجح الزيادة على الأصالة إلا على تقدير ثلاثة أمور: ندور ... إلخ. تمت.

(٤) فكيف يحكم بكونه نادراً؟ تمت. وقوله: ومقاربة مزيد الخماسي لأصوله ينتفي الأمر الثاني لعدم كثرة أبنية مزيد الخماسي على أصوله، وقوله: وكونه مزيداً على تقدير أصالة النون فينتفي الأمر الثالث، أي: لو حكم بأصالة النون لم يكن الوزن من الأصول لأن الياء زائدة.

(٥) يعني أنه لم ينتف من الشروط الثلاثة إلا اثنين وهما: ندور الوزن، وكون الوزن بتقدير الأصالة من الأصول. تمت. والله أعلم.

(٦) لأنه فعلليل بلا خلاف.