[ذكر أحوال الأبنية وفائدة كل منها]
[ذكر أحوال الأبنية وفائدة كل منها]
  ولما ذكر المصنف أن التصريف علم يُعرف به أحوال الأبنية ذكر تلك الأحوال إجمالاً، وبين فائدةَ كل منها والحاملَ عليه(١) فقال: (وأحوال الأبنية قد تكون للحاجة) الضرورية أو الملحقة بها(٢)، أي: يحتاج إلى هذه الأشياء المذكورة إما لتحصيل المعنى(٣) باعتبارها (كالماضي، والمضارع، والأمر، واسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، وأفعل التفضيل، والمصدر، واسمي الزمان(٤) والمكان، والآلة، والمصغر، والمنسوب، والجمع).
  وإما للاضطرار إلى بعضها لفظاً(٥): إما بعد الإعلال (و) ذلك كما في (التقاء الساكنين) في نحو: لم يَقُلْ، أو عند وصل بعض الكلم ببعض كالتقائهما في نحو: اذهب اذهب، أو عند الشروع في الكلام (و) هو (الابتداء) أ (و) لوجه استحساني كوجوه (الوقف) على ما يأتي إن شاء الله تعالى، وهذا وإن لم يكن ضرورياً؛ لإمكان الوقف على المتحرك، لكنه في حكم الضروري لأن الوقف محل الاستراحة.
  (وقد تكون للتوسيع) في اللغة حتى لو احتيج إلى مثل هذا البناء في وزن أو سجع كان موجوداً (كالمقصور والممدود وذي الزيادة)، كأنه أراد ما لم يدخل منها فيما سبق، فلا يرد: مؤنث أفعل التفضيل، ومؤنث أفعل الصفة، وزيادة اسم الفاعل واسم المفعول؛ إذ تلك الزيادات للحاجة، ولا فيما سيأتي، مثل: المقصور والممدود اللذين اقتضاهما الإعلال كمُعطى والإعطاء،
(١) الحامل: السبب الباعث، كتحرك واو قال وانفتاح ما قبلها، والفائدة الخفة بانقلابه ألفاً. تمت.
(٢) أي: بالضرورية وذلك كالوقف. تمت. والضمير في اعتبارها للأشياء. تمت.
(٣) ويسمى بالاحتياج المعنوي. جاربردي.
(٤) مثالهما: مُخْرَج اشتق للزمان والمكان باعتبار وقوع الفعل فيه والمراد مكان الخروج أو زمانه. تمت. والله أعلم.
(٥) ويسمى بالاحتياج اللفظي. تمت. جاربردي