المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[مقدمة الخط]

صفحة 212 - الجزء 2

  على أصحابه (لما سألهم) فقال لهم: (كيف تنطقون بالجيم من جعفر؟) أي: كيف تنطقون بمسمى هذا اللفظ؛ لِما تقدم من أن الظاهر من إطلاق اللفظ إرادة مسماه إذا أمكن إرادته نحو: ضربت زيداً، أي: مسمى هذا اللفظ، وأما إذا لم يمكن نحو: قرأت زيداً وكتبت زيداً فلا، بل المراد غيره، مثلاً المراد بالأول من المثالين اللفظ، وبالثاني حروف هجاء اللفظ.

  (فقالوا: جيم: إنما نطقتم بالاسم) مقول القول، يعني إنما نطقتم بجيم الذي هو على وزن فِعْل، وهو اسم للمسمى الذي هو المسؤول عنه وهو: جَهْ (ولم تنطقوا بالمسؤول عنه) وهو المسمى. (والجواب) الذي ينبغي أن يجيبوا به (جَهْ؛ لأنه المسمى) كما عرفت.

  (فإن سمي بها) أي: بأسماء حروف التهجي (مسمًّى آخر) يعني غير حروف التهجي مما لا يصح كتابته، كما لو سمي بذال مثلاً شخصٌ (كتبت كغيرها) أي: كتبت ألفاظها بحروف هجائها، فإذا قيل: اكتب دالاً - كتبت كذا «دال» كما تكتب زيداً.

  (و) أما (في المصحف) فإنها تكتب (على أصلها) أي: تكتب مسمى حروف التهجي، ولا تكتب تلك الأسماء بحروف هجائها (على الوجهين) أي: سواء كانت هذه الفواتح - أعني (نحو: يس، وحم) - أسماء حروف التهجي كما قال جار الله العلامة: إن المراد بها التنبيه على أن القرآن مركب من هذه الحروف كألفاظكم التي تنطقون بها، فعارِضوه إن قدرتم؛ فهي إذاً تَحدٍّ لهم⁣(⁣١)، أو لم تكن؛ بأن تكون أسماء للسور كما قال بعضهم، أو أسماء أشخاص كما قيل: إن يس وطه اسمان للنبي ÷، وق اسم جبل، ونون اسم للدواة، وغير ذلك، أو تكون أبعاض الكلم كما نسب إلى ابن عباس ¥ في قوله تعالى: «ألم» إن


(١) أي: تعجيز لهم.