[مقدمة الخط]
  لكثرة اختلاف صورتها بدون اتصال، فجرأ ذلك(١) على جعلها مختلفة حال الاتصال أيضاً.
  (بخلاف(٢)) همزة «أنْ» إذا دخلت على «لا» ودخل عليها لام الجر نحو: (لئلا) فإنها قد عوملت معاملة الوسط فكتبت بالياء كفئة (لكثرته) أي: لكثرة استعماله، فعوملت الثلاث الكلمات معاملة كلمة واحدة (أو لكراهة صورته) لو كتب على الأصل هكذا «لألاَّ»؛ إذ النون لا تكتب لإدغامها في اللام.
  وفي بعض النسخ: (وبخلاف لئن لكثرته) والظاهر أنه أراد همزة «إنْ» الشرطية إذا دخلت عليها لام الابتداء، يعني فإنها تكتب بالياء كسئم؛ لكثرة استعمالها، فعوملت معاملة الكلمة الواحدة. ولم يتعرض لشرحها الرضي فليحقق ذلك.
  (وكل همزة بعدها حرف مد) صورته في الكتابة (كصورتها(٣)) فيها فإنها (تحذف) إذا لم يؤد إلى لبس؛ كراهة توالي صورتين متفقتين، وسواء كانت في الوسط كسَأَال ورَؤُف ونَئِيم(٤)، أو في الطرف (نحو: خطأا(٥) في النصب) أو في حكم الطرف (و) ذلك نحو: (مستهزئون) على مذهب سيبويه (ومستهزئين. وقد تكتب بالياء)، قال الرضي: الأكثر على أن الياء لا تحذف؛ لأن صورتها ليست مستقلة كنئيم ومستهزئين(٦). (بخلاف) ما يؤدي فيه حذفها
(١) أي: الاختلاف.
(٢) هذا جواب سؤال مقدر، تقديره: إن الهمزة في «لئلَّا» وقعت أولاً واتصلت بلام الجر، فكان قياسها أن تكتب بالألف على ما ذكرتم، لكنها تكتب بالياء، فأجاب عليه بوجهين: أحدهما: كثرة الاستعمال. الخ.
(٣) أي: كصورة الهمزة في الكتابة.
(٤) صوت الأسد.
(٥) قوله: «نحو: خطأا» المد الذي بعد الهمزة فيه هو الألف المنقلبة عن التنوين في الوقف.
(٦) قال الرضي بعد هذا الكلام: وهذا معنى قوله: «وقد تكتب الياء». وقال الجاربردي: وكتبوا =