المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[مقدمة الخط]

صفحة 222 - الجزء 2

  وإن كان متحركاً قبله مد هو واو أو ياء كخطيئة ومقروءة كتب بالحذف كما قلنا في نحو: سوَّال على وزن طومار.

  (و) إن كان متحركاً وقبله متحرك (نحو: يقرَؤُه ويقرِئُك) ولن تقرأَه ولن يقرئك كتب على نحو ما يسهل، فالأول بالواو كرؤُف، والثاني بالواو وبالياء على القولين كما في: مستهزئون، والثالث بالألف كسَأَل، والرابع بالياء كفئة، وعلى ذلك فقس.

  قوله: (إلا في نحو(⁣١) : مقروءة وبريئة) يعني ما يخفف بالإدغام، كأنه يريد أنها لا تعامل معاملة الوسط في كتابتها بحرف حركتها على ما هو ظاهر إطلاقه سابقاً، يعني بل تحذف هنا وتعامل معاملتها غير متصل بها شيء. وقد عرفت أن هذا أيضاً حكم المتوسطة بالاتفاق؛ فلا وجه لقوله: «إلا في نحو مقروءة وبريئة»؛ ومن ثم ذكرته في الشرح مع أخواته، أعني بعد: رداؤك وردائك.

  (بخلاف الأول المتصل به غيره) وإن كان قد يخفف بالقلب في (نحو: بأحد ولأحد وكأحد)، وبالحذف كما في الأرض وقد أفلح، وبالإدغام كما في أبو أيوب - فإنه يعامل معاملة الوسط؛ لأنه لما لم يَتَطَرَّقْ إلى الهمزة التي في الأول إذا لم يتصل بها شيء وَجْهٌ من وجوه التخفيف، وكان الأصل هو الانفصال، وهي في حال الانفصال ليست إلا بصورة الألف - أجريت⁣(⁣٢) على وتيرة واحدة في أن لا تكتب إلا بصورتها الأصلية المشتركة، أعني هكذا «ا».

  وأما الأخيرة فالتخفيف يتطرق إليها ولو لم يتصل بها شيء، وبحسب ذلك تختلف صورتها في الكتابة، فعوملت مع اتصال شيء بها معاملة الوسط؛


(١) أي: حكم الهمزة المتطرفة المتصل بها غيرها من ضمير متصل أو تاء تأنيث كحكم الهمزة المتوسطة في الكتابة، إلاّ في نحو: مقروة وبرية فإنهم كتبوها بحذف الهمزة من الخط كما حذفوها من اللفظ. ركن الدين

(٢) جواب «لما».