المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

الإلحاق

صفحة 56 - الجزء 1

  وقولنا: «غير مطردة في إفادة معنى» يخرج زيادة نحو: أخرج وكرَّم وسائر ما تطرد - أي: تغلب - زيادته في إفادة معنى غير التأكيد، كزيادة⁣(⁣١) اسم الفاعل واسم المفعول والمصدر والزمان والمكان، فلا يقال: إن أكرم مثلاً مُلحق بدحرج، ولا مقتل بجعفر، لَمّا اطردت الزيادات في إفادة معنى، ومن ثمة يدغم نحو: أمدّ⁣(⁣٢) ومردّ مع عدم جواز الإدغام في الملحق كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

  وفي قولنا: «غير مطردة في إفادة معنى» إشارة إلى أنه لا يضر تغيُّر المعنى بزيادة الإلحاق، فإن معنى: حوقل مخالف لمعنى حَقَل⁣(⁣٣)، وإنما الشرط عدم⁣(⁣٤) الاطراد.

  وقولنا: «صائراً بها المزيد فيه بزنة كلمة أخرى» لأنه لو خالفها في شيء من الزنة لم يسمّ المزيد فيه ملحقاً بها، فلا يقال إن قردداً مثلاً ملحق⁣(⁣٥) بقِمَطر.

  وقولنا: «مُصرفاً تصريفها» احتراز من أن يخالفها في شيء من التصريف، ونعني به⁣(⁣٦) الماضي والمضارع والمصدر واسم الفاعل واسم المفعول إن كان الملحق به فعلاً، والتصغير والتكسير إن كان الملحق به اسماً، فلا يقال: إن كتاباً ملحق بقِمَطر؛ لما خالفه في الجمع؛ إذ يقال: قماطرٌ ولا يقال: كتايب، بل كتب.

  وقولنا: «إلا الحذف في الملحق بالخماسي» يعني فإنه لا يشترط موافقته للخماسي فيه؛ إذ في الخماسي يحذف في التصغير والتكسير الحرف الأخير أو ما أشبه الزائد على ما سيأتي إن شاء الله تعالى، ويحذف في الملحق الحرف الزائد⁣(⁣٧).


(١) كزيادة اسم الفاعل مثال لما تغلب زيادته في إفادة معنى غير التأكيد. تمت.

(٢) أمدَّ في الفعل، ومرد في الاسم، أي: ومن أجل أن ما تطرد زيادته في إفادة معنى لا يكون للإلحاق أدغم نحو: أمدَّ ومرد، ولو كان للإلحاق لما جاز الإدغام؛ لئلا ينكسر وزن الملحق به. تمت.

(٣) حقل الزرع إذا نبت، وحقلت الإبل: أصيبت بالحقلة، وهي من أدواء الإبل، وأما حوقل فمعناه: كبر وعجز عن الجماع. تمت.

(٤) بل يكفي أن لا تكون تلك الزيادة في مثل ذلك الموضع مطردة في إفادة معنى، كما أن زيادة الهمزة في أكبر وأفضل للتفضيل. تمت. رضي

(٥) لتخالف موضع الفتحتين والسكونين؛ لأن الأول: فَعْلَل، والثاني: فِعَلٌّ. تمت.

(٦) أي: التصريف.

(٧) أين كان. تمت.