الإلحاق
  واعلم أن نجم الأئمة يجيز وقوع حرف الإلحاق لا في مقابلة أصلي كما سبقت الإشارة إليه، لكنه قال: لا تلحق كلمة بكلمة مزيد فيها إلا بأن يجيء في الملحق ذلك الزائد بعينه في مثل مكانه في الملحق به، فلا يقال: إن اعشوشب واجلوَّذ ملحقان باحرنجم؛ لأن الواو فيهما في موضع نونه.
  (و) بعضه (غير ملحق) لعدم حصول معنى الإلحاق فيه (نحو: أخرج وجرَّب وقاتل وانطلق واقتدر واستخرج) لاطراد كل من زوائدها في إفادة معنى كما سيجيء، وإن كان كل من أخرج وجرّب وقاتل موازناً(١) لدحرج، مع أنه أيضاً ليس مثله في جميع التصرفات؛ إذ المخالفة في بعض التصاريف تمنع الإلحاق، وقد خالفه في أشهر مصدري دحرج، أعني: فَعْلَلَة(٢).
  (واشهَبَّ واشْهَاب) أي: ابيض؛ لعدم أصلي بزنته حتى يلحق به (واغْدَوْدَن) يقال: اغدودن النبت والشعر، أي: طال (واعْلَوَّط) البعيرَ، أي: تَعَلَّق بعنقه؛ لأنهما وإن كانا بزنة احرنجم لكن ليس فيهما الشرط الذي ذكرناه، أعني وقوع الزائد بعينه في مثل مكانه في الملحق به. ومن هنا يعلم أن في استخرج مانعاً آخر عن الإلحاق باحرنجم غير اطراد زيادته في إفادة معنى.
  (واستكان) أي: ذل وخضع (قيل:) أصله (افتعل) مثل اقتدر، مأخوذ (من السكون)؛ لأن الذليل يسكن (فالمد) أي: الألف (شاذ) إذ القياس استكن، فأُشبِعت الفتحة كما في قوله:
  ينباع من ذِفرى غضوب جسرة ... زيّافة مثل الفَنِيْق المكدم(٣)
(١) لعله يريد الوزن العروضي لأن جرب ليس على وزن فعلل، بل: فعَّل كما تقدم. تمت.
(٢) وإن وافقه وزناً عروضياً في غير المشهور من المصدرين وهو فِعَّال.
(٣) استشهد به على أن أصله ينبع وتولدت الألف من إشباع فتحة الباء، وفاعل ينباع ضمير الرُّب - بضم الراء - وهو شبيه الدبس، وهو في بيت قبله، شبه العرق السائل من رأس هذه الناقة وعنقها برُب يترشح، وعرق الإبل أسود، والذفرى - بكسر الذال المعجمة والقصر -: الموضع الذي يعرق من الإبل خلف الأذن. والغضوب: الناقة الصعبة الشديدة. والْجَسرة - بفتح الجيم -: الناقة الماضية في سيرها، وقيل: الضخمة القوية. والزيافة: المتبخترة في مشيها، مبالغة =