الإلحاق
  وأيضاً الظاهر أن التاء في تجلبب إنما زيدت بعد إلحاق(١) ما دخلته لغرض المطاوعة كما تزاد في الملحق به لذلك.
  الثاني: أن نحو: تغافل وتكلم مما زيادته مطردة في إفادة معنى كما يأتي إن شاء الله تعالى، وما هذا حاله قد عرفت أنه لا يكون زيادته للإلحاق.
  قال نجم الأئمة: وفي عد نحو: تمسكن من الملحق نظر أيضاً؛ لأن زيادة الميم فيه ليست لقصد الإلحاق، بل هو(٢) من قبيل التوهم، ظنوا أنها في نحو: مسكين فاء الكلمة كقاف قنديل ودال درهم فالقياس(٣) تسَكَّن ونحوه كما سيأتي إن شاء الله تعالى في ذي الزيادة.
  (و) بعضه (ملحق باحْرَنْجَم) أي: بمزيد الرباعي، يقال: احرنجمت الإبل: ازدحمت، (نحو: اقْعَنْسَس) أي: رجع وتأخر (واسْلَنْقَى) يقال: سلقيته - أي: صرعته - فاسلنقى، فالسين الثانية في الأول والألف في الثاني للإلحاق، دون الهمزة والنون لكونهما في مقابلة الهمزة والنون الزائدتين، ولا يكون عندهم(٤) حرف الإلحاق إلا في مقابلة أصلي.
  وفي عد اسلنقى من الملحق باحرنجم تجوز؛ إذ الزيادة فيه جاءت بعد إلحاق سلقى بدحرج كما قلنا في تجلبب(٥)، وأما اقعنسس فليس مثله(٦)؛ إذ لم يستعمل قَعْسَسَ.
= الإلحاق في الأول فليس أبلم ملحقاً ببرثن ولا إثمد بزبرج، ولا أرى منه مانعاً، فإنها تقع أولاً للإلحاق مع مساعد اتفاقاً، كما في: ألندد، ويلندد، وإدرون؛ فما المانع أن يقع بلا مساعد؟ تمت.
(١) أي: الظاهر أن التاء ليست للإلحاق بل ألحق جلبب بدحرج، ثم زيدت التاء لغرض المطاوعة كما أنها زيدت في الملحق به وهو تدحرج لغرض المطاوعة. تمت.
(٢) أي: ظنوا أن وزن تمسكن تفعلل، وليس كذلك، بل الميم زائدة، فوزنه: تمفعل، فالقياس في أن يقول عند عده للملحقات بتدحرج: تسكَّن ونحوه كتدرَّع وتندَّل في مدرعة ومنديل؛ لأن الميم فهما زائدة. تمت.
(٣) والقياس. تمت. شرح الرضي
(٤) إشارة إلى ما ذكره الرضي أن الزوائد كلها تكون للإلحاق. تمت. منه. وقد مر ذلك وسيأتي أيضاً. تمت.
(٥) إن التاء زيدت فيه للمطاوعة بعد إلحاق جلبب بدحرج. تمت.
(٦) أي: ليس مثل اسلنقى في كون الزيادة فيه جاءت بعد إلحاقه بدحرج؛ إذ لم يستعمل قعسس، فالتمثيل صحيح. تمت.