المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[معاني بعض أبنية المزيد فيه]

صفحة 73 - الجزء 1

  (وتفعَّل لمطاوعة فَعَّل) الذي للتكثير، نحو: قطّعته فتقطّع، أو للتعدية⁣(⁣١)، نحو: قيَّسته فتقيَّس، أي: جعلته قيسياً بأن نسبته إلى قيس، وقد عرفت معنى المطاوعة، (نحو: كسَّرته فتكسَّر).

  (وللتكلف) أي: للدلالة على أن الفاعل مريدٌ محاولٌ مُعَانٍ لحصول أصل الفعل مع عدم حصوله (نحو: تشجَّع) زيد (وتحَلَّم) أي: حاول حصول الشجاعة والحلم مريداً لذلك ولم يحصلا، بخلاف ما تقدم في نحو: تجاهلت فإن الفاعل هناك لا يريد حصول أصل الفعل له ولا يحاوله، وإنما أظهره إيهاماً لغيره، على ما تقدم.

  (وللاتخاذ) أي: لاتخاذ الفاعل أصل الفعل أو شيئاً موصوفاً بالمشتق منه الفعل (نحو: توسَّد) أي: اتخذ وسادة، وتوسد الحجر، أي: اتخذها وسادة.

  (وللتجنُّب) أي: ليدل على أن الفاعل تجنب أصل الفعل (نحو: تأثَّم) أي: تجنب الإثم (وتحرَّج) أي: تجنب الحرج.

  (وللعمل) أي: الفعل (المتكرر) حصوله (في مُهْلةٍ) أي: في مدة يكون بين كل فعلين ما يُعد مهلة في العادة (نحو: تَجَرَّعه) أي: شربه جرعة بعد جُرعة. (ومنه) أي: مما هو للعمل المتكرر في مهلة نحو: (تفَهَّم) وتعرَّف، كأنه حصل له الفهم والمعرفة شيئاً بعد شيء. وإنما قال: «ومنه» لأن معنى الفعل المتكرر في مهلة ليس بظاهر فيه؛ لأن الفعل ليس بمحسوس فيه كما في التجرع.

  (وبمعنى استفعل) أي: المعنى الكثير فيه: وهو الطلب، كما سيأتي، نحو: تنجّز الوعد، أي: طلب نجازه، كاستنجزه، و (نحو: تعظَّم وتكبَّر) أي: طلب أن يكون كبيراً وعظيماً، وقد يكون⁣(⁣٢) بمعنى آخر لاستفعل أيضاً وسنذكره، ويمكن أن يحمل عليه تعظم، أي: عد نفسه عظيمة واعتقدها كذلك،


(١) عطف على قوله: للتكثير. تمت.

(٢) أي: تفعَّل. تمت.