[معاني بعض أبنية المزيد فيه]
  (نقص مفعولاً عن فاعَل) فإن كان فاعَل متعدياً إلى اثنين نحو: «نازعتك الحديث» كان تفاعَل متعدياً إلى ثانيهما فقط، ويرتفع الأول داخلاً في الفاعلية نحو: «تنازعنا الحديثَ».
  وإن كان فاعَل متعدياً إلى واحد نحو: «ضاربتك» لم يتعدّ تفاعل إلى شيء؛ لدخول ذلك المفعول في جملة الفاعل نحو: «تضاربنا».
  وانتصاب «مفعولاً» في قوله: «نقص مفعولاً»: على المصدر، وهو لبيان النوع، كقولك: «ازددت درجة» و «نقصت مرتبة» أي: نقص هذا القدر من النقصان، ويجوز أن يكون تمييزاً، إذ هو بمعنى الفاعل، أي: نَقَصَ مفعولٌ واحدٌ منه.
  (و) يجيء تفاعَل (ليدل على أن الفاعل أظهر) لغيره لغرضٍ له (أن أصله) أي: المشتق منه (حاصل له، و) الحاصل أنه ليس بحاصل له، بل (هو منتف عنه، نحو: تجاهَلت وتغافَلت) أي: أظهرت الجهل والغفلة إيهاماً لغيري أنهما حاصلان فيَّ، وليس فيَّ شيء منهما.
  (وبمعنى فَعَل، نحو: توانيت) في الأمر، بمعنى ونيت، أي: فترت.
  (و) يجيء (مُطَاوِع فاعَل)، المطاوعة في اصطلاحهم: التأثر وقبول الأثر، سواء كان التأثر متعدياً نحو: علَّمته الفقه فتعلمه - وإن كان(١) من غير هذا الباب - أي: قبل التعلم، فالتعليم تأثير، والتعلم تأثر وقبول لذلك الأثر، وهو متعد كما ترى.
  أو لازماً (نحو: باعدته فتباعد)، وتسميته مطاوعاً من قبيل المجاز، تسمية له باسم فاعله، وكذا تسمية «فاعَل» مطاوَعاً تسمية له باسم فاعله، فإن المطاوَع - بالفتح - حقيقة هو المؤثر، أعني المباعِد في مثالنا، والمطاوِع - بالكسر - حقيقة هو المتأثر، أعني المتباعِد فيه؛ لأنه لما قبل الأثر فكأنه(٢) طاوعه، وقس على هذا غيره.
(١) أي: علمته.
(٢) إنما قال: فكأنه طاوعه، ولم يقل: فقد طاوعه - ليدخل فيه نحو: باعدت الكتاب فتباعد ونحوه. تمت.