المضارع
  لو شئتِ قد نقع الفؤاد بشربة ... تدع الصوادي لا يَجُدن غليلا(١)
  يقال: نقعت بالماء، أي: رويت، والغليل: حرارة العطش.
  (ولزموا الضم في المضاعف المتعدي نحو:) شَدّ (يَشُدّ، و) مد (يَمُدُّ، و) هدَّ (يَهُدُّ)، قيل: كأنه لكثرة الثقل فيه حين يتصل به ضمير غائب منصوب نحو: يشدُّه؛ إذ فيه خروج من كسرة إلى ضمة؛ إذ الفاصل بينهما ساكن كالمعدوم(٢)، وبَعْدَ تلك الضمة أيضاً ضمة الضمير المتولد من إشباعها الواو، وحمل عليه الباقي(٣).
  (وجاء الكسر) أي: مع الضم (في يشُِدُّه، ويَعُِلُّه) في الشرب، (و) نمَّ الحديث (ينُمُِّه) من النميمة، (و) بّتَّ الأمر، أي: قطعه (يَبُِتُّه).
  (ولزموه) أي: الكسر (في حبَّه يحِبُّه، وهو) أي: استعمال حبَّه يحبه (قليل) والكثير أحبه يُحبه.
  وقوله: «المتعدي»، وأما اللازم من المضاعف فقد لزموا فيه الكسر، نحو: جلَّ يجِل، إلا ما شذ، نحو: غصَصْت تَغَص. ولو ذكر المصنف التزامهم الكسر فيه لكان أولى.
  (وإن كان) الماضي مجرداً (على فَعِل) - بكسر العين - (فُتِحت عَيْنه)؛ لتخالف حركتها في المضارع حركتها في الماضي، كما ذكرنا في المفتوح العين،
(١) تبع المصنف الجوهري في نسبة هذا البيت للبيد، قال ابن بري في حواشيه على صحاح الجوهري: الشعر لجرير وليس للبيد كما زعم، وقد رجعنا إلى ديوان جرير فألفيناه فيه، واستشهد به المؤلف على أن الضم في مضارع وجد لغة ضعيفة خاصة ببني عامر.
وقوله: ولو شئتِ - بكسر التاء - خطاب لأمامة، وجملة «قد نقع الفؤاد» جواب لو، واقتران جواب لو الماضي بقد غريب، قاله ابن هشام في المغني، واستشهد بالبيت. ونقع: ارتوى، والغليل: حرارة العطش، وبشربة: متعلق بنقع، والشربة: المرة من الشرب. وقوله: «تدع الصوادي»: فاعل تدع ضمير الشربة، ومعناه: تترك. والصوادي: جمع صادية، أي: الفرقة الصادية، أو هو جمع صاد. والصدى: العطش، والصادي: العطشان، يقول: لو ذاقت الفرق الصوادي من تلك الشربة لتركتهم بلا عطش. تمت. من شرح شواهد الشافية بتصرف.
(٢) مع كونه مدغماً. تمت.
(٣) أي: النصب والجزم، وحين لم يتصل به ضمير غائب منصوب. تمت.