المضارع
  وأما من قال: طوَّحت وتوَّهت فلا يخلو: إما أن يكون قائلاً بأنه لا يكون إلا بالواو ففيه إشكال؛ لأنه مخالف لقياس فَعَل الواوي؛ إذ القياس يفعُل - بضم العين - كما تقدم، فأجاب المصنف بقوله:
  (فطَاح يطيح وتاه يتيه شاذ عنده) أي: عند من كانت لغته طوحت وتوّهت فقط. وإما أن يكون قائلاً بأنه يكون بالياء مع الواو أيضاً كان عنده من التداخل؛ ولذا قال المصنف:
  (أو من التداخل) يعني أنه أخذ الماضي من طاح يطوح وتاه يتوه، والمضارع من طاح يطيح وتاه يتيه.
  وهو وَهَم؛ فإنه بعد ثبوت اليائي عنده لا يكون طاح يطيح إلا من اليائي(١)، وكذا تاه يتيه، وإنما يكون من التداخل لو ثبت طُحت وتُهت - بضم الطاء والتاء - أطيح وأتيه، إذ يعلم بضم الطاء والتاء أنه واوي(٢). وهذا كله مبني على أنهما من فعَل مفتوح العين. وقال الخليل: هما من فَعِل مكسور العين مما جاء مضارعه أيضاً مكسور العين كحسِب يحسِب. فلا إشكال عليه في طاح يطيح وتاه يتيه على تقدير أخذه من الواوي أيضاً. وأطوَح وأتوَه: اسم تفضيل؛ فلذا لم يعل(٣).
  (ولم يضموا في المثال) واوياً كان أو يائياً، نحو: وَعَد ويَسَر؛ استثقالاً للضمة بعد ياء تليها واو نحو: يَوْعُد، أو بعد ياء تليها ياء نحو: يَيْسُر، سواء بقيت بعد الضمة(٤) أو حذفت.
  (ووَجَد يَجُد) - بضم الجيم - (ضعيف)، والفصيح يجِد - بكسر الجيم -، والضم لغة بني عامر، قال لبيد العامري:
(١) إذ الأصل أن يكون المضارع والماضي من باب واحد. تمت. جاربردي
(٢) أي: لأن الضمة في طحت ليست لبيان البنية؛ لأن فعُل لا يأتي مضارعه على يفعِل بالكسر، فهي لبيان بنات الواو. تمت.
(٣) لئلا يلتبس بماضي الأفعال لو أعل كما سيأتي في الإعلال. تمت.
(٤) أي: الواو والياء. تمت.