المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

المضارع

صفحة 83 - الجزء 1

  والقياس الفتح، أو من التداخل، وذلك أنهم قد قالوا: فضِل يفضَل كشرِب يشرَب، وفضَل يفضُل كقتَل يقتُل، ونعِم ينعَم كشرِب يشرَب، ونعُم ينعُم ككرُم يكرُم، فركب من اللغتين: فضِل يفضُل، ونعِم ينعُم، بأن أخذ الماضي من الأولى والمضارع من الثانية، فليس من باب فعِل يفعُل.

  وفضِل هنا من الفضلة، لا من قولك: فَضَلته، إذا غلبته في الفضل؛ لأن ذلك ليس فيه إلا الفتح في الماضي والضم في المضارع؛ لأنه من باب المغالبة.

  (وإن كان) الماضي مجرداً (على فَعُل) - بضم العين - (ضمت عينه) في المضارع، نحو: كرُم يكرُم؛ لأنه لما كان معناه أمراً واحداً - وهو الطبيعة وما في حكمها⁣(⁣١) - أجري على وتيرة واحدة في ضم عين ماضيه ومضارعه، ولم يلتفت فيه إلى ثقل في حلقي نحو: سَهُل، ولا مثال نحو: وقُر.

  (وإن كان غير ذلك) عطفٌ على قوله: «فإن كان مجرداً على فَعُل ... إلخ»، أي: وإن كان غير مجرد على فعَل أو فعِل أو فعُل بأن لا يكون مجرداً أصلاً بل مزيداً، أو يكون مجرداً على غير أحد الثلاثة فيكون رباعياً (كُسر ما قبل الآخر) نحو: يُدحرج ويُخرج ويَستخرج، وكذلك سائرها؛ لأنه يتغير أوله: إما بالضم في الأول وذلك في الرباعي نحو: يُدحرج⁣(⁣٢)، وإما بسقوط همزة الوصل فيما كانت فيه نحو: انطلق واستخرج، والتغيير يُجرِّئ على التغيير.

  فإن لم يتغير أوله بدخول حرف المضارعة عما كان عليه لم يغير، ولذلك قال: (ما لم يكن أول ماضيه تاء زائدة) احتراز عن الأصلية نحو: ترجَم يترجم، وذلك (نحو: تعلم وتجاهل وتدحرج فلا يغير) المضارع بكسر ما قبل الآخر؛ إذ لم يتغير الأول عن حاله، وكذا أيضاً يستثنى من كسر ما قبل الآخر ما


(١) ما كان له لبث. تمت.

(٢) لعله اعتبر بضم الياء في يدحرج نظراً إلى أن الأصل في حرف المضارعة الفتح وإلا فلم يتغير الماضي هنا.