المصدر الميمي
  وقيل: إن حذف التاء في البيتين للضرورة، وأصلهما مكرمة ومعونة.
  قيل: في قول المصنف: «ولا غيرهما» نظر؛ إذ قد جاء «مَهْلُك» بمعنى الهُلك، و «مألُك» بمعنى الرسالة، وجاء في بعض القراءات: {فنظرة إلى ميسُرهِ} بالإضافة إلى الضمير.
  (و) يجيء المصدر(١) (من غيره) أي: من غير الثلاثي المجرد(٢) (على زنة) اسم (المفعول)، بميم مضمومة وفتح ما قبل الآخر (كمُخرَج ومُسْتخرَج، وكذلك الباقي) كمُنْطلَق ومُدحرَج ومُحرنجَم.
  (وأما ما جاء) من المصدر (على) زنة (مفعول(٣) كالمعسور) بمعنى العسر، (والميسور) بمعنى اليسر، (والمجلود) بمعنى الْجَلَد، أي: الصبر، (والمفتون) بمعنى الفتنة، قال الله تعالى: {بِأييكُمُ الْمَفْتُونُ ٦}، أي: الفتنة، على قولٍ(٤)، والمرفوع بمعنى الرفع، والموضوع بمعنى الوضع - وهما نوعان من السير - (فقليلٌ)، وقد أنكره سيبويه، ورَدَّ ما ذُكِر ونحوه إلى اسم المفعول بالتأويل(٥).
  (وفاعِلة) أي: وما جاء منه على فاعلة (كالعافية)، تقول: عافاني الله عافية، أي: معافاة، (والعاقبة). فيه أن الظاهر أنها اسم فاعل؛ لأنها بمعنى الآخر،
(١) أي: المصدر الميمي.
(٢) وغير الثلاثي المجرد هو الثلاثي المزيد فيه والرباعي المجرد والمزيد فيه.
(٣) أي: ما جاء من المصادر الميمية من الثلاثي المجرد على زنة اسم المفعول.
(٤) أي: على قول من جعل الباء غير زائدة ولا للظرفية ولم يقدر مضافاً، بل جعل الباء أصلية للملابسة، فيكون المفتون مصدراً بمعنى الفتنة، وأما إذا جعلت الباء زائدة فالمفتون اسم مفعول بمعنى المجنون، أي: أيكم المجنون، وإن جعلت ظرفية فالمفتون اسم مفعول لا مصدر، والمعنى: في أي فرقة منكم المفتون، وكذا إن قدر مضاف كما ذهب إليه الأخفش، أي: بأيكم فتن المفتون، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، والباء على هذا سببية. تمت.
(٥) جعل الميسور والمعسور صفة للزمان في قولهم: دعه إلى ميسوره، وإلى معسوره؛ فقال سيبويه: هما صفتان معناهما إلى زمان يؤسر فيه وإلى زمان يعسَر فيه، على حذف الجار. والمجلود: الصبر الذي يجلد فيه، أي: يستعمل الجلادة. وجعل الباء في {بأيكم المفتون} زائدة. وجعل المرفوع والموضوع بمعنى السير الذي ترفعه الفرس وتضعه، أي: تقويه وتضعفه. وجعل المعقول بمعنى المحبوس المشدود، أي: العقل المشدود المقوى. تمت.