[الإطاقة ومتى تجب الفدية ولمن]
  فقال: لا فضحتم أباكم، وإنما أراد فضحتم أباكم، فجعل (لا)(١)، ها هنا صلة.
  وأما مَا طرحها منه وهو يريدها فقوله تعالى: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}[القيامة: ١]. وقوله: {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}[البلد: ١]. فأسقط الألف وهو يريدها؛ لأن المعنى: آلا أقسم بهذا البلد، وهذا كثير في كتاب الله، وفي أشعار العرب.
  قال الشاعر:(٢)
  نزلتم منزل الأضياف منا ... فعجلنا القرى أن تشتمونا
  فقال: أن تشتمونا، وهو يريد: ألاَّ تشتمونا، فحذف (لا) استخفافاً.
  قال عبد الله بن الحسين ª: (وهذا كله قولنا، وحجتنا بأن الآية محكمة وليست بمنسوخة وبذلك نأخذ)(٣).
  قال عبد الله بن الحسين ª: وهذا مَا ذكر في ناسخ هذه الآية ومحكمها، ومَا قالت هاتان الفرقتان.
  ثم اختلفوا بعد في القراءة بها، فقرأها بعض الناس: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} وقرأها
(١) في (ب): فجعل بعدها (لا).
(٢) هو: عمرو بن كلثوم بن مالك الشاعر المشهور، أمه ليلى بنت مهلهل أخو كليب وأمها بنت بعج بن عتبة بن سعد بن زهير. والبيت المذكور ذكره في معلقته المشهورة التي يذكر فيها أيام بني تغلب ويفتخر بهم، ومطلع القصيدة: ألا هٌبّي بصحنك فاصبحينا، وآخرها: إذا
بلغ الفطام لنا صبي ... تخر له الجبابر ساجدنيا.
وعدد أبيات القصيدة المذكورة (١٠٣) بيتاً ورقم البيت المشار اليه (٣٢).
والمعنى لقوله الذي استشهد به المؤلف #:
نزلتم منزلة الأضياف، عندئذ عجلنا قراكم؛ كراهية أن تشتمونا، ولكي لا تشتمونا، والمعنى: تعرضتم لمعاداتنا كما يتعرض الضيف للقرى فقتلناكم عجالاً كما يحمد تعجيل قرى الضيف.
والمعنى اللغوي للشطر الأول من البيت: لئلا تشتمونا، وقيل: أراد كراهة أن تشتمونا. انظر: أمالي الشجري (٣/ ١٦٠ - ١٦١)، مغني اللبيب لابن هشام، (١/ ٣٦).
(٣) في (جـ): وهذا ما ذكرنا من ناسخ هذه الآية ومحكمها وليست بمنسوخة، وبذلك نأخذ.