[الإطاقة ومتى تجب الفدية ولمن]
  وقالت الفرقة الأخرى: لا خيار إلاَّ لمريض أو مسافر(١)، هذا أيضا قولنا، لقول الله ø: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}[البقرة: ١٨٤].
  وقد بلغني وصح عندي [٩/ ١] أن حمزة بن عمرو الأسلمي(٢) سأل رسول الله ÷ عن الصوم في السفر.
  فقال له: «إن شئت فصم وإن شئت فافطر»(٣).
  (وبلغني أن رسول الله ÷ صام وأفطر)(٤).
  وحدثني من أثق به يرفعه إلى ابن عباس قال: (خرج رسول الله ÷ في عام الفتح فصام حتى بلغ الكديد(٥) ثم أفطر)(٦).
(١) انظر: تفسير الطبري (٢/ ١٤٤ - وما بعدها)، السنن الصغرى (١/ ٣٦٢ - وما بعدها)، تفسير النسائي (١/ ٢١٧ - وما بعدها)، صحيح البخاري (رقم ٤٥٠٧) كتاب التفسير، صحيح مسلم (رقم ١١٤٥/ ١٤٩) كتاب الصيام، سنن أبي داود (ح/٢٣١٥)، الجامع للترمذي (ح/٧٩٨)، المجتبى (ح/٢٣١٦)، الدارمي (٢/ ١٥)، ابن خزيمة (ح/١٩٠٣)، ابن حبان (الإحسان) (٥/ ١٩٨ رقم ٣٤٦٩)، والحاكم (١/ ٤٢٣) فقه العبادات (٢/ ١٣٣ - وما بعدها) ومصادر أخرى عديدة.
(٢) هو: حمزة بن عمرو بن عويمر بن الحارث الأعرج، يكنى أبا صالح، وقيل: أبا محمد، توفي سنة (٦١ هـ) وهو ابن (٧١) عاما، وقيل: ابن (٨٠) عاماً. انظر: أسد الغابة (٢/ ٥٠ - ٥١)، طبقات ابن سعد (٤/ ٢٣٥) ت (٤٩٩).
(٣) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه (١/ ٣٣٣)، والطبري في الكبير (٣/ ٢٩٦٤، ٢٩٦٩)، وأحمد في مسنده (٦/ ٢٠٧)، والبيهقي في سننه الكبرى (٤/ ٢٤٣) وفي الصغرى (١/ ٣٦٥ حديث ١٣٩٢/ ٦٥٨)، والدار قطني (٢/ ١٩٠)، ومسلم في الصيام (١٠٧)، والنسائي (٤/ ١٨٧)، والمتقي الهندي في منتخبه (٣/ ٥٠٥)، وابن الأثير في أسد الغابة، وأبو داود، وابن خزيمة، وابن حبان في صحيحه، وغيرهم يطول، والصوم في السفر عند ابن عباس وأبي هريرة وبعض أهل الظاهر: لا يجوز، ومن صام فعليه القضاء واحتجوا بقوله ÷: «ليس من البر الصيام في السفر».
(٤) ساقط في (ب).
(٥) والكديد: بفتح الكاف وكسر الدال المهملة الأولى، وهو محل بين عسفان وقديد وهو موضع بالحجاز، ويوم الكديد: من أيام العرب وهو موضع على اثنين وأربعين ميلاً من مكة، وقال ابن إسحاق. سار النبي ÷ إلى مكة في رمضان، فصام وصام أصحابه حتى إذا كان بالكديد بين عسفان وأمج، أفطر. انظر: السيرة الحلبية (٣/ ٧٠ - ١٠٥)، معجم البلدان (٤/ ٤٤٢، ٣١٣).
(٦) الحديث أخرجه البخاري ومسلم عن ابن عباس، والمتقي الهندي في منتخبه (٣/ ٥٠٥)، وأحمد في مسنده (١/ ٢٦١، ٣٦٦)، والخازن في تفسيره (١/ ١١٣).