الناسخ والمنسوخ من القرآن الكريم،

عبد الله بن الحسين الرسي (المتوفى: 300 هـ)

[نكاح المتعة]

صفحة 76 - الجزء 1

  وقد بلغني من حيث أثق عن محمد بن الحنفية⁣(⁣١) عن أبيه علي بن أبي طالب ~ [٢٦/ ١] أنه مرَّ بابن عباس وهو يفتي بنكاح المتعة. فقال له علي # قد نهى رسول الله ÷ عنها، وعن لحوم الحمر الأهلية⁣(⁣٢).

  وقد بلغني عن رسول الله ÷ في حديث آخر [٢٧/ ١] أنه قال بعد ما ذكرنا عنه من قوله في تحريمها ما قاله في اليوم الثالث في آخر كلامه: «متعة النساء حرام» حتى قال ذلك مرتين أو ثلاثاً.

  قال عبد الله بن الحسين ª: وما علمت أن أحداً كان يبيحها من أصحاب رسول الله ÷ إلاَّ ابن عباس⁣(⁣٣).

  وقد بلغني وتقرر عندي أنه رجع عنها وحرمها قبل وفاته⁣(⁣٤) والمتعة التي قلنا أنها كانت على عهد رسول الله ÷ فإنما بلغنا [٥ ب - جـ] أنه كان فيها شرط كذا وكذا بكذا، وليس بيننا توارث، ثم جاء النسخ لذلك والنهي عنه، لما أراد الله سبحانه من صحة الأنساب والصلاح في الدين والمؤمنين.


(١) هو: السيد الإمام أبو القاسم وأبو عبدالله محمد بن الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ولد في العام الذي مات فيه أبو بكر الصديق، وقيل: مولده في خلافة أبي بكر، توفي سنة (٨٠ هـ)، وقيل: (٨٣ هـ). انظر: سير أعلام النبلاء (٤/ ١١٠ - ١٢٩) ومصادره، تهذيب التهذيب، لابن حجر (٩/ ٣٠٦) ت (٦٤٤٧) طبقات الزيدية (خ).

(٢) الحديث أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٧/ ٢٠١ - ٢٠٢)، السنن الصغرى (٢/ ٤٣ رقم ٢٦٠٧/ ١١٦١)، فتح الباري (٧/ ٤٨١) حديث رقم (٤٢١٦)، أحمد في مسنده (١/ ١٤٢)، الترمذي (ح/١٧٩٤)، ابن ماجة (١٩٦١)، سعيد بن منصور (٨٤٨)، الدارمي (٢/ ١٤٠)، الإحسان (٩/ ٤٤٨ رقم ٤١٤٠، ٤١٤٥، ٤١٤٣)، في صحيح البخاري بأرقام (٤٢٠٦، ٥٥٢٣، ٥١١٥٠)، وغيرهم يطول، وانظر: إتحاف الطالب جمعه الحبسي (٨٤ - ٨٥) حديث رقم (٥٢٤، ٥٢٥).

(٣) في عقود العقيان: وروينا أنه روى عن ابن عباس أنه قال عند موته: (اللهم إني أتوب إليك من قولي في المتعة والصدف). انظر: عقود العقيان (خ).

(٤) أخرج البيهقي في السنن الكبرى (٧/ ٢٠٥) أنه قال في المتعة: حرام كالميتة والدم ولحم الخنزير، قال ابن الجوزي في زاد المسير (٢/ ٥٣): وقد روي عن ابن عباس: أنه كان يفتي بجواز المتعة، ثم رجع عن ذلك، وقال الخازن في تفسيره: وروي أن الناس لما ذكروا الأشعار في فتيا ابن عباس بالمتعة قال: قاتلهم الله، أنا ما أفتيت بإجازتها على الإطلاق، لكن قلت: إنما تحل للمضطر كما تحل الميته له، وروى أنه رجع عنه. تفسير الخازن (١/ ٣٦٢)، انظر: السنن الصغرى (٢/ ٤٣ رقم ٢٦٠٨)، كتاب الحاوي الكبير للماوردي (١١/ ٤٥٢) طبعة دار الفكر، كتاب الأم (٧/ ١٧٤)، عقود العقيان (٢/خ).