مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[حكم صرف الزكاة إلى الفقراء من العوام الجاهلين بأصول الدين]

صفحة 144 - الجزء 1

  الدنيا ولا في الآخرة، وأن الله تعالى⁣(⁣١) مختص بعلم ذاته.

  ويسأله عن حدود الله سبحانه وتعالى، جملة وأنه يجب الرجوع إلى سؤال أهل العلم إذا لم يكن من العلماء في جميع ما يلتبس عليه من أمر دينه، فإن أجابه عن ذلك بجواب مطابق للحق وجب قبوله، ولو لم يأت عليه بدليل؛ لأن كثيراً من الناس قد يعرف الحق ويعزب عنه التعبير عنه، لا سيما مع عدم الإطلاع على ما قد وضعه أهل علم الكلام واصطلحوا عليه من الألفاظ.

  ولأن المعلوم من أحوال⁣(⁣٢) النبي صلى الله عليه وآله والأئمة الهادين من بعده أنهم لا يطلبون الداخلين في الدين التعبير عن أدلة دينهم من لدن الدخول في أول الإسلام إلى يومنا هذا؛ لأن الله قد ألزم عباده القبول حيث يقول: {وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً}⁣[النساء: ٩٤].

  وروي عن الحارث، عن أمير المؤمنين # أنه دخل السوق فإذا هو⁣(⁣٣) برجل مول ظهره يقول: لا والذي احتجب بالسبع، فضرب علي # على ظهره، ثم قال: من الذي احتجب بالسبع؟، قال: الله يا أمير المؤمنين، قال: أخطأت، ثكلتك أمك! إن الله ليس بينه وبين خلقه حجاب، لأنه معهم أينما كانوا، قال: ما كفارة ما قلت؟ قال: أن تعلم أن الله معك حيث كنت، قال: أطعم المساكين⁣(⁣٤)؟ قال: إنما حلفت بغير ربك. فانظر كيف رجع إلى الحق واعترف به، ولم يطلبه أمير المؤمنين # التعبير عن الدليل، وإن لم يجبه بجواب مطابق بل أخطأ في ذلك، وجب على من عرف ذلك هدايته


(١) تعالى: سقط من (أ).

(٢) في (ب): حال.

(٣) هو: زيادة في (ب).

(٤) القول للرجل يعني كأنه قال: أأطعم المساكين كفارة ذلك، والله أعلم.